صمون … عشرة بالف ..
بقلم الدكتور عبد الحسين الوائلي
تعاد للذاكرة الاشياء الفطرية ويحركها حدث بسيط تلك هي بساطة الشاب سعدون الساعدي …
لولا الخبز لما عبد الله… من طرائف الصدف أن أحداث السنين تحفر في الذاكرة وأبرز ما شهدته سنة ٢٠٢٠ هو ذلك الوباء اللعين الذي جعل العالم ساكنا لايستطيع أن يفعل شيئا تجاه ذلك البلاء…
وبروز الشاب سعدون الساعدي … وماتمخضت عنه السنة الدراسية ٢٠١٩_٢٠٢٠ حيث تشير النتائج الفلكية للدراسة الإعدادية بأن الطلاب الذين حصلوا على ترتيب الاول على العراق وبمعدل ٩٩.٨ هو ٦٠٠ طالب… ٥٦٥٠ طالب بمعدل ٩٩ ٨٠٠٠ طالب بمعدل ٩٨ ١٥٣٠٠ طالب بمعدل ٩٧ ٢٨٥٠٠ طالب بمعدل ٩٦ وهؤلاء سوف تكون رغبتهم التقديم على كليات المجموعة الطبية ليتخرجوا أطباء ..
مضافا إليهم عدد الطلاب الذين يدرسون على النفقة الخاصة في الكليات الأهلية وخارج القطر ليتجاوز العدد عشرون ألف طالب .. فبعد عقد أو أقل من الزمن سوف يصبح مااختاره سعدون … فيكون طبيب بدل لفظة الصمون…؟؟؟
لانعرف اين يتجه البلد ومادور وزارة التخطيط والتعليم العالي آخذين براي وزارة الصحة في رسم الاحتياج الفعلي وماموقف وزارة المالية في تخصيص الدرجات الوظيفية والمالي اذا علمنا أن الاقتصاد لن يتعافى في فترة قصيرة من الزمن واعتماد البلد الكلي على إيرادات النفط… في الأشهر القليلة الماضية خرج خريجوا المجموعة الطبية يتظاهرون أمام ديوان وزارة الصحة مطالبين بالتعيين وتم تلبية مطالبهم بإصدار أوامر إدارية دون تخصيص مالي لعدد يتجاوز ٦٠٠درجة وظيفية ليواجهوا مصير متعاقدين وزارة الكهرباء ….
ان استغلال الطاقات البشرية في توفير إيرادات مالية كبيرة للبلد يجب أن يكون من أولويات التخطيط الاستراتيجي للحكومة للمستقبل …كما حصل في تجربة كوبا الاشتراكية حيث تشير الإحصائيات انها أكثر دولة مصدرة للطاقات البشرية إلى الدول الأخرى ومن ضمنها الدول العربية وخصوصا العناصر الطبية…
فمن الممكن اعتماد تلك السياسة في المستقبل في بلد يعاني من تدهور في الوضع الاقتصادي ولديه طاقات علمية…وهذا ماتفعله الدول الحريصة على مستقبل شبابها ..فالحكمة هي ليست زيادة في عدد الخريجين لينظموا إلى قوافل البطالة… لو علمنا أن عدد الكليات الأهلية يفوق عدد الكليات الحكومية التي ترفد البلد بآلاف الخريجين كل سنة…وبعد عدة سنين سوف يكون خريجي المجموعة الطبية لا مجال لاستيعابهم في المؤسسات الحكومية بسبب العدد المتزايد والظائقة المالية التي يعاني منها البلد الناتجة عن تدهور اسعار النفط… فالله درك ياسعدون عندما تنبات بمستقبل العراق….