سأســـــــافر الى الســــــــــودان !
بقلم .. حسن جمعة ..
تهاجمنا شتى انواع المصائب في كل ساعة والشر يتصدر اغلب عناوين الاخبار والاحداث اليومية وبجدارة ساحقة!..حيث تحوَّل الانسان الى آلة مشدودة للقتل والدمار وصار الدم رمزا للشر وأكثر شيء يمقته البشر! ..هل نشهد تحولا تدريجيا للإنسان الى مراتب الحيوانية؟..معظم الناجين من البشرية قدموا الى سواحل الانسانية بصعوبة..ولكن كيف يتم ذلك؟ وما وجه الصعوبة في الانتقال من البشرية الى الانسانية على الرغم من أن المضيف واحد ؟ الخير والسلام وغيرهما من الاشياء التي تدل على الطمأنينة تملأ الشفاه وتتطاير في الهواء لتنتهي من غير أن تأخذ معناها الحقيقي وما يترتب على حاملها من آثار تظهر على تصرفاته وحركاته وسكناته ..كورونا الاحمق الذي يحل علينا كل يوم ملأ سجلات وزارة الصحة والبيئة، وفيات وإصابات جديدة.. وبحسب الموقف الوبائي للصحة خلال الـ 24 ساعة الماضية فان عدد الإصابات بلغت 4306 حالات والشفاء 2110 حالات و13 حالة وفاة.. وكل يوم تزداد وفياتنا ولا نجد تفسيرا لهذا الكون الذي اصبح موحشا ويتداعى يوما بعد آخر والدواء وصل الى السودان والصومال ونيجيريا لكنه لم يحط في بغداد عاصمة الكون.. ولا ندري هل لان الساسة اخذوا كفايتهم وحصَّنوا أنفسهم وابناءهم ولا حاجة الى الاتيان بالعلاج فالضرورة الملحة له تبخرت واهم ما عندها هم الساسة واهاليهم.. ووزير الصحة يتحجج كل يوم ويضع تواريخ لوصول هذا العلاج الذي مللنا انتظاره او قد نسافر الى السودان..ونعتقد ان السيد الوزير حاله حال الاغلب من النواب حصَّن نفسه بالعقار وهو لا يخشى أي “كوفيد” على وجه الارض حتى لو كان مستجدا وبتنا لا نصدق شيئا..فكل شيء في بلدنا خدعة وكذب ولا شيء ملموسا والحظر يأكل من غذاء فقرائنا الذين يخبئون بعض كسرات خبز من الامس ليتناولوها في وجبة واحدة كون الحركة مقيدة والعمل اصبح ضائعا في عراق اليوم والبضائع تزداد غرورا وغلاء.. فهل سنرى في مستقبلنا القريب عراقا كسيحا يميت ابناءه ليشبع ساسته ام اننا سنموت قبل ان نرى ضياء البدر؟.. وهذا وحده يعلمه الله والانتخابات تهدد ما بقي بنا من حب للوطن فنحن هالكون شئنا ام ابينا! .