المقالات

العدو اختلاف وليس خلاف في التوقيتات والاهداف

بقلم الخبير _ عباس الزيدي ..

يتردد في الأروقة والمحافل السياسية ان هناك خلافا بين واشنطن وتل ابيب وبالتحديد بين ادارة البيت الابيض والنتن ياهو حول الابادة في غزة وتداعياتها
وحقيقة الامر هو ليس خلافا بقدر ماهو اختلاف حول الاولويات في اهداف العدوان وتوقيتات الاستهداف
لأن المشاريع واحدة وأدوات وأساليب القتل ذاتها والنجاسة هي نجاسة تتحرك كتلة واحدة وترمي بشرورها
وهناك العديد من المؤشرات والمعطيات التي تؤكد رجاحة ماذهبنا اليه ومنها
اولا _ ان الابادة تحققت في غزة و عملية التهجير القسري سوف يتم تنفيذها بعد الهدنة المتوقعة واستمرار الحصار مع المساعدات الضئيلة عبر الجو وغلق الحدود وتدمير كل المؤسسات الحيوية المرتبطة بحياة البشر في غزة
ثانيا من حيث اولويات الاهداف ترى ادارة بايدن استهداف سوريا في عمل عسكري يطيح بالنظام او يغلق الحدود مع العراق بعد غزة ياتي بالمرتبة الاولى قبل لبنان لما له علاقة بخطوط الدعم المقاوم في حين يضع النتن ياهو لبنان في المرتبة الاولى ثالثاادارة بايدن بحاجة الى وقت مستقطع تستطيع من خلاله المناورة بحيث يكون لها اليد الطولى في ترتيب اوراقها وتؤجل فيه العدوان لما بعد الربيع المقبل لغرض
1_ متطلبات الداخل الامريكي المتعلقة بالانتخابات
2_ انقضاء فترة الشتاء والحاجة الماسة للوقود في ظل طلب متنامي بعد حظر الغاز الروسي وغلق باب المندب من قبل انصار الله
3_ منح الكثير من المغريات للشركاء واستخدام عامل الوقت للضغوط عليهم للانخراط اكثر مع واشنطن في مشاريعها العدوانية مثال ذلك تركيا وانهيار الليرة امام الدولار وايضا مصر والسيسي والاردن
4_واشنطن تميل الى تنفيذ اهدافها بكلف اقل وحد ادنى من الخسائر المادية والبشرية عن طريق عملائها وادواتها مثل داعش وقسد ومنظمات ارهابية اخرى
5_ يمكنها ذلك ايضا من فرض مزيد من الاتاوات على دول الخليج وينتعش سوق الاسلحة لديها
6_هي بحاجةالى الوقت لحشد واقناع اكبر عدد ممكن من القوى العالمية للانخراط معها في العدوان على اليمن وانصار الله قبل الشروع في حرب اقليمية كبرى لامناص منها ايا كانت بوصلة عدوانها وفق مبدأ الساحات
7_ الموضوع له علاقة كبرى مع الحرب في اوكرانيا ومحاولة واشنطن توريط اوربا بحرب مباشرة مع روسيا قبل الانهيار الكامل في الجبهة الاوكرانية وانتصار روسيا وربما تقدم على فتح جبهة بولندا في الوقت القريب
8_ المعروف عن واشنطن قبل كل عدوان تحاول التاثير على الراي العام وشرعنة عدوانها بتوفير وتسويق عدد من الذرائع والمبررات وامتطاءالمظلةالدولية ( الامم المتحدة ) •
9_ يتفق الجميع ان ماحصل من توحش واجرام صهيوامريكي في غزة وتجاوز الشرعية الدولية هو بمثابة مقدمات لاجرام اكبر قادم وعليه فان حاجة واشنطن تكمن في امتصاص صدمة الراي العام لشعوب العالم ودفع الحراجة عنها كونها الداعم الاول والمساهم الكبير في الاجرام الصهيوني•
من خلال هذه الهندسة الشيطانية تحاول واشنطن التحكم بقواعد الاشتباك والسيطرة على عامة الاوضاع دون الانزلاق الى ماتخشاه
رابعاوهنايكمن الخلاف الجوهري مع النتن ياهو الذي يرى ان اي توقف للمعارك سوف يوفر مساحة للحراك السياسي في الداخل الاسرائيلي الذي يصر على اقالته وربما محاكمته بعد الخسائر والهزائم دون تحقيق ايا من الأهداف التي اعلن عنهاعلما لافرق بين الصهاينةفي الاجرام وفق تصنيف متطرف وغير متطرف فكلهم مجرمين وفق العقيدة اليهودية التي تعلن انها امة الرب • خامسا بدوره يعي ويدرك محور المقاومة حجم مشاريع العدو وتكتيكاته ومناوراته لذلك لجاء الى اسلوب التهدئة في بعض الساحات وتحرك سياسيا على بعض الاطراف الدولية مستثمرا ذلك الوقت للتعبئةوالتحشيد والتدريب والتطوير والجهوزيةالعالية مع قراءة دقيقة ومتابعة عن كثب لكل مصالح وقواعد العدو في المنطقة ومواقف دول المنطقة وعلاقتها مع واشنطن والكيان ومن المؤكد سوف تنسحب تلك المواقف على ساحات الحرب اذا ما انطلقت شرارة المنازلة الكبرى على قاعدة اذا مت عطشانا فلانزل القطر •
ان عملية انزال المساعدات جوا لاهالي غزة وتصريح ادارة بايدن لمضاعفتها عن طريق البحر وزيارة هوكشتاين الى لبنان ومسار الحرب في اوكرانيا كشفا الكثير من مقدمات الاحداث في قادم الايام
فانتظروا _ اني معكم من المنتظرين.

عباس الزيدي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق