المقالات

تكررت جرائمها 53 مرة

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

من اغرب المفارقات في الكون ان العالم اليهودي الأمريكي (نعوم تشومسكي) هو الذي قال: امريكا تقود العالم من حرب إلى حرب، ومن خراب إلى خراب. . بينما يصدح صوت الشيخ المسلم (عبد الرحمن السديس) بالقول : امريكا هي التي تقود العالم إلى مرافئ السلام. .
فعلى مدى العقود الخمسة الماضية استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) 53 مرة لتتستر على دموية إسرائيل، وتتغاضي عن انتهاكاتها المتكررة لحقوق الشعب الفلسطيني. فقد استخدمت الفيتو في كل الجرائم الوحشية المتعاقبة لإبعاد قرارات الإدانة الأممية التي استنكرت فيها شعوب الارض مجازر إسرائيل وعدوانيتها، في حين كانت نشاطات الولايات المتحدة مكرسة للأغراض المتقاطعة مع ابسط حقوق الإنسان. حتى صار الفيتو عبارة عن شهادة دولية تمنحها امريكا إلى اسرائيل لكي تمارس نزعاتها السادية في قتل المزيد من الفلسطينيين، وكانت تلك الشهادة هي الإجازة الرسمية المصادق عليها في واشنطن، وهي التي كانت تحميها من أي مسائلة دولية. .
لقد وقفت أمريكا بقوة ضد محاولات تحقيق السلم والامان في الشرق الأوسط، وهذا يعني انها استخدمت حق الفيتو ضد الأعراف والقوانين والمبادئ التي قامت عليها هيئة الأمم المتحدة. فجاءت مواقفها ضد العدل والإنصاف، وضد حقوق الانسان، وضد الحرية، وضد إرادة الشعوب في تقرير مصيرها، وضد كل بند او فقرة وردت في دستور السلم العالمي الذي نزعم انها تدعمه وتسانده، لكنها في حقيقة الأمر تدافع بضراوة عن الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان، ومن دون ان تذكر اي تبرير او تعليل منطقي لمواقفها المدافعة عن اسرائيل، وكل الذي كانت تقوم به يقتصر على رفع اليد للعبير عن رفضها لقرارات الإدانة الموجهة ضد اسرائيل، والموجهة ضد الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة نفسها في أماكن متفرقة من العالم. وبالتالي فان الجرائم التي ترتكبها هي او التي ترتكبها اسرائيل مسموح بها ومدعومة دائما وأبدا بقرار الفيتو. فجرائم اسرائيل وجرائم امريكا وجهان لانتهاكات واحدة. والعالم كله يدرك هذه الحقيقة المؤلمة، فالولايات المتحدة الأمريكية هي التي تتولى تدريب جيش الاحتلال وهي التي تتولى تسليحه وتعزير قوته وتغطية نفقاته والدفاع عنه والتستر على جرائمه، ويتعين على شعوب الارض ان تتفهم ان الدولتين (امريكا واسرائيل) تقودها عصابات من السفلة والقتلة واعداء الانسانية. ويتعين عليهم ان يدركوا ان امريكا هي الدولة الارهابية الاولى في الكون. فاذا كانت اسرائيل متهمة بارتكاب أعمال الابادة الجماعية فان الولايات المتحدة يجب ان تقف معها في قفص الاتهام لأنهما يمثلان الرعب الدولي بكل بشاعته، وان العلاقة بين هاتين الدولتين هي نمط راسخ من الابتزاز والظلم والنشاط الدموي العنيف. .

د. كمال فتاح حيدر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق