«طـــــــــز» بالبرلمـــــــان بنسخته الجديدة (1)
حسن جمعة
كتبنا فيما مضى حلقات في مقالنا الافتتاحي تحت ذات العنوان “طز” بالبرلمان وقد اخذ صدى واسعا حينها وبدأ القراء يلوموننا ويعتبون علينا لاننا انهينا تلك الحلقات وطلبوا اعادة “الطز” بشكل جديد خصوصا اننا نمر بصيف لاهب وارتفاع بدرجات الحرارة لدرجة ان الرمال تغلي في مناطق النجف وبغداد وميسان والبرلمان والنواب يتمتعون ببرودة عالية ويستثنون من ساعات القطع ويخففون من حرارة اجسادهم في احواض الاستحمام في قصورهم والاجهزة الكهربائية عالية الجودة تعطي لهم اجواء من الخدر والنوم العميق في حين ان اهالي مناطق الفقراء تستغيث وتصرخ لعدم وجود الكهرباء فيها فـ”طز” بكل برلماني يغفو على برودة جو غرفته ويعرف ان هناك اطفالا يتضورون من الجوع والحر وشيوخ يمسكون “مهفاتهم” يشحذون من حركتها نسمة هواء ومرضى تزداد معاناتهم في جو الغرفة الاسمنية الساخنة..
الم يصعد اولئك النواب بتلك الاصوات التي تستغيث الان؟ الم يجعلونهم ذوي شان؟ فلماذا لايقفون مع الشعب في محنته؟
ولماذا لم يطالبوا ويحققوا في الاموال المنهوبة؟ على مدى اعوام مضت والكهرباء في تراجع!..
ان كانوا شركاء في الصفقات فـ”طز” بهم وان كانوا يغضون النظر عن تلك السرقات فـ”طز” بهم متى تستفيقون من خدركم؟ وتقفون مع اهلكم متى تقرون القوانين التي تخدم الانسان ؟
متى تقفون امام الفاسدين بقوة وتحاسبونهم؟..
معظمكم فاسد ان لم ياخذ بيده فنجد قلبه فاسدا او فمه او حتى كرشه..
“طز” بكم وانتم تحسبون بانكم مجرد شخصيات مهمة تصولون بسياراتكم الفارهة وبدلاتكم التي لا تناسبكم مع حماياتكم وتضحكون من خلف زجاج سياراتكم المظللة على البسطاء وهم يمسحون عرق اجسامهم ويلوذون بالابنية من الشمس وهواء مكيفاتكم يحرك شعر رؤوسكم لكنه لم يستطع تحريك ضمائركم!..
فـ”طز” اشد سخونة من شمس تموز واكثر رطوبة من جو البصرة و”طز” من كل فم يعيش اجواء الحرارة العالية ولو بقيت لديكم قطرة غيرة كنت قدمتم استقالاتكم تضامنا مع شعبكم واهلكم لكنكم لا تريدون خسارة ما حصلتم وما ستحصلون عليه..
ونعتقد انه من لحم المساكين واجسادهم فكل ما تقبضونه حرام في حرام و”طز” بكم .