الكفاءة هي مفتاح الحل … الامل موجود والارادة مفقودة …
تمر البلدان بمراحل مختلفة من التقلبات السياسية التي تثار لغرض تحقيق غايات مختلفة لمجموعة من الناس او لاصحاب المصالح التي يقتضي الوضع تغيره من اجل مكاسب فئوية على حساب الاغلبية المطلقة.. وتبقى ثوابت العمل الاداري مترسخة وتكاد تكون سياقات العمل ثابتة ليس لها علاقة بما يجري خلف الجدران ….
ومن جملة تلك الثوابت هو تولي المسؤلية من هو اكفاء ..شجاع..صاحب قرار ناجح.. في الظروف الحالكة ليترك بصمة النجاة على مرؤسيه.. اذن فالمسؤلية امانة اخلاقية قبل ان تكون شرعية … واتباع السياقات التي ترفع القيود الثقيلة عن كاهل المواطن بعد ان يضع ثقته بمن يدير دفة العجلة… والنموذج الاقرب للواقع هو ماشهدته دول جنوب شرق اسيا ونموذج سنغافورا هو مايحتذى به…
حيث احتفلت بمرور ٢٠ عاما على الاستثمار في مجالات البحث العلمي وتطورت نسبة الاستثمار من 0.4% لتصل الى 0.8% من اجمالي الناتج المحلي ويصل عدد الباحثين الى 13 الف باحث تقريبا .. وعلى مدى الخمس سنوات الماضية تم جذب اكثر من 600 باحث من الشباب في اكثر من 50 بلدا بما فيها الولايات المتحدة …البرازيل…المملكة المتحدة…روسيا …مصر…السودان… واستراليا… حيث يعبر هؤلاء الشباب عن اعجابهم الشديد في البحث العلمي التي لم يلاحظوا توفرها في اي بلد بهذا الثراء والتنوع في بلد صغير لايتجاوز عدد سكانه 6 ملايين نسمة مقارنة بالمجتمعات البحثية في شتى ارجاء العالم…
وتعد القيادة الجيدة والتمويل من العوامل الحاسمة في التقدم العلمي والاداري الناجح..وتعد مراكز البحث العلمي الطبية في سنغافورا من ارقى المراكز البحثية على مستوى العالم وهذا ماتاكده ريادة هذا البلد الصغير في ابحاث الخلايا الجذعية على مستوى العالم….. نعود لصلب موضوعنا في بلد الرافدين وهو تولي المسؤلية من هو اكفاء واعلا شهادة وذو سمة قيادية قادر على اتخاذ القرار الصائب… فالمسؤلية تكليف وليس تشريف وخصوصا اذا تعلقت المسؤلية بحياة الناس تكون امانة ثقيلة على صاحبها ان يجد ويخلص في ادائها.. خلال الحقبة الماضية المراقب للواقع لم يلمس من هو جدير بتولي ادارة الامور استنادا الى المعطيات والاداء والمخرجات المنجزة في وقت الازمة الراهنة التي يمر بها البلد….
فالوزير..او الوكيل او المدير العام او حتى مدير اصغر دائرة يجب ان يمتلك المؤهل الذي يخرجه من الاحراج العلمي قبل الاداري اذا واجهه ومن الرد المباشر على كل تساؤل يتعلق بصلب عمله لان القرار الذي سوف يتخذ يؤثر على حياة الاخرين لانه المسؤل الاول بعد الخالق جل وعلا عن حماية ارواحهم… مرت الجائحة على العراق وتكاد تكون اشد ضراوة من المراحل السابقة حيث حصدت ارواح اناس ضحوا ورفعوا اسم العراق عاليا من مختلف الفئات… وتلك الانتكاسة كشفت هشاشة الوضع الصحي للعراق وماصرف عليه من اموال وجهت بوصلتها لتحقيق مصالح جهات متنفذة في احلك الظروف…
وانا مررت شخصيا في محنة نفسية عندما لم اجد من صاحب القرار تفاعل مع ماطرحت من مقترح علمي مستند على حقائق علمية وخبرة طويلة قبل ان يطرح ولم اجد من يهتم بماطرحت لا لمصلحة ولكن لخدمة الناس الفقراء اللذين لاحول لهم ولاقوة.. في بداية الازمة قبل اكثر من ثلاثة اشهر حيث كانت الاصابات محدودة …طرحت الاتي على من يمتلك القرار مع جل احترامي وتقديري له…والذي يتطلب ان يكمل ماطرحت..
(الاخ العزيز الدكتور عبد الغني الساعدي المحترم…. الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه…ونحن نمر بتلك المحنة ومن نعم الله علينا ان نفكر فيما ابتلانا الله به لنطيل التفكير في عظمته….. ومن واجبنا الشرعي ان نفكر كما يفكر الاخرون بالخروج من تلك الازمه….. ولكونكم اقرب المخلصين لنا …
وبعد الاستخارة بالكتاب المجيد لتلك الفكرة العلمية في علاج مرضى الكورونا وبالاستناد على البراهين العلمية لانقاذ المرضى ..راجيا منكم ابداء الراي واخذ مشورة اهل العلم وان نجحت سوف تكون نقطة تحول في علاج المرضى وابداع لدائرة صحة الرصافة وللعراق بعون الله…. تتلخص الفكرة باجراء غسيل البلازما plasmapheresis وهذا الجهاز متواجد في م.العلوم العصبية ومدينة الطب ويجرى الغسل للمرضى المصابين باختلال الجهاز المناعي بحيت يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الاعصاب والاعضاء الحيوية .حيث تقل التاثيرات الى ابعد الحدود ….
استندت على نقطتين في علاج مرضى الكورونا ١.ان بداية الاعراض تكون اختلال في الجهاز المناعي عند مهاجمة الفايروس للخلايا التنفسية يتحرر IL6 الذي يؤدي الى نضوح السوائل داخل الحويصلات الهوائية مما يؤدي الى فقدان فعاليتها في التبادل الغازي … ٢.الادوية المستعملة في العلاج الحالي هو هايدروكسي كلوركوين او الكلوروكوين ومن المعروف انها تستعمل لعلاج الملاريا وعلاج الروماتيزم الرثوي كادويةimunmodulating drug مثبطة للمناعة التي اثبتت فعاليها في الشفاء….
راجين رايكم وان البدء بذلك يعتمد على لجنة خاصة … ومن الله التوفيق والسداد)…. في العراق كفاءات وقدرات علمية هائلة قادرة على تحقيق المستحيل لو اعطيت الفرصة..ولو خصص لها جزء بسيط من الناتج المحلي لاغراض البحث ودعم الابداع لعاد البلد لسابق عهده بين الامم.. الامل موجود والارادة مفقودة والله المستعان…