الاخبار

ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا واليونان وجهود الإنقاذ تستمر

حاول عمال الانقاذ، الجمعة، إزالة كتل الاسمنت الثقيلة في عملية بحث يائسة عن ناجين من زلزال قوي سوّى مبانيَ بالأرض في مناطق في اليونان وتركيا موديا بحياة 14 شخصا على الأقل.  

وتسبب الزلزال بتسونامي محدود في جزيرة ساموس ببحر إيجه وبمد بحري أغرق شوارع في إحدى البلدات على الساحل الغربي لتركيا.  

وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال الذي بلغت شدته 7 درجات، تم تسجيله على بعد 14 كلم قبالة بلدة كارلوفاسي بجزيرة ساموس.  

وانبثقت عن الكارثة انفراجة دبلوماسية بين الخصمين التاريخيين المتضررين من الزلزال، إذ أجرى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اتصالا هاتفيا نادرا مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتقديم التعازي والدعم.  

وعلّق مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين بالخطوة. وقال “رائع رؤية البلدين يضعان خلافاتهما جانباً لتبادل المساعدة في وقت الحاجة”، مضيفاً أنّ بلاده “مستعدة للمساعدة”.  

مرضى المستشفيات في الشارع  

وغالبية الأضرار في تركيا سجلت في مدينة إزمير ومحيطها والبالغ عدد سكانها قرابة 3 ملايين نسمة. وفي المدينة أيضا عدد كبير من المباني السكنية الشاهقة.  

وأظهرت مشاهد التقطها تلفزيون “إن تي في” من الجو مباني مدمرة في المدينة.  

وكان أحد المارة يهتف “يا الهي”، في تسجيل انتشر على مواقع التواصل في تركيا.  

وفي مشهد آخر، علت صيحات وتصفيق حشد آخر عندما تم انتشال امرأة حية من بين الركام وكانت دموعها تنهمر.  

وأشار رئيس بلدية المدينة تونتش سوير لشبكة سي ان ان تورك، إلى انهيار 20 مبنى، وقال المسؤولون إنهم يركزون جهود الإنقاذ على 17 منها.  

وأفادت وكالة إدارة الكوارث التركية عن مقتل 12 شخصا وقالت إن أكثر من 400 شخص أصيبوا بجروح، فيما لقي في اليونان مراهقان حتفهما عندما كانا عائدين من المدرسة في ساموس حين انهار جدار.  

وتوحي مشاهد الدمار باحتمال ارتفاع الحصيلة. وعمد أحد مستشفيات إزمير إلى إخراج عدد من مرضاه، والبعض منهم على الأسرّة الطبية مع جرعات الأدوية، إلى الشارع على سبيل الاحتياط.  

وفتحت مديرية الشؤون الدينية التركية المساجد لتوفير ملجأ لبعض من فقدوا منازلهم نتيجة الكارثة.  

الحفاظ على الهدوء  

وأظهرت مشاهد نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المياه تجتاح شوارع إحدى البلدات القريبة من إزمير بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر على ما يبدو.  

وتصاعدت سحب غبار أبيض من مختلف أنحاء المدينة حيث انهارت المباني.  

وبث التلفزيون مشاهد لعناصر انقاذ يساعدهم الأهالي وكلاب مدربة فيما كانوا يستخدمون المناشير لشق سبل بين ركام مبنى من سبع طوابق انهار جراء الزلزال.  

في أحد المواقع تمكن وزير الزراعة بكر باكديمرل من إجراء اتصال هاتفي مع فتاة محاصرة تحت الانقاض.  

وقال لها حسبما أظهرت المشاهد المصورة “نريد منك الحفاظ على الهدوء… سنحاول رفع الكتلة الاسمنتية والوصول إليك”.  

وقال تلفزيون إن تي في، إن ما يصل إلى ستة أشخاص علقوا في الموقع، بينهم أحد أقارب الفتاة.  

وأعلن محافظ المنطقة أنه جرى انتشال 70 شخصا حيا بحلول مساء الجمعة.  

دبلوماسية الزلزال  

في جزيرة ساموس اليونانية قرب مركز الزلزال، هرع الناس إلى الشوارع مذعورين.  

وقال نائب رئيس البلدية يورغوس ديونيسيو “عمت حالة من الفوضى” مضيفا “لم نشهد شيئا كهذا”.  

وطلبت وكالة الحماية المدنية اليونانية من أهالي ساموس في رسالة نصية “البقاء في العراء بعيدا عن الأبنية”.  

والعلاقات بين الجارين متوترة تاريخيا رغم كونهما عضوين في حلف شمال الأطلسي.  

لكن الكارثة أطلقت ما وصفه المراقبون على الفور بـ”دبلوماسية الزلازل” بعدما أجرى وزيرا خارجية البلدين اتصالا هاتفيا، تلاه اتصال بين رئيس الوزراء اليوناني والرئيس التركي.  

وكتب ميتسوتاكيس على تويتر “مهما كانت خلافاتنا، في هذه الأوقات شعبنا بحاجة للتكاتف”.  

وردّ إردوغان في تغريدة “شكرا لك السيّد رئيس الوزراء”، وأضاف أن “إظهار جارتين التضامن خلال الأوقات الصعبة أعلى قيمة من أشياء كثيرة في الحياة”.  

أما فرنسا التي تدور خلافات بينها وبين تركيا حول عدد من القضايا وهاجمها إردوغان على خلفية تدابيرها لمكافحة التطرف الإسلامي، فعرضت المساعدة كما فعل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.  

وسُجل بعض من أقوى الزلازل في العالم على خط الصدع الذي يعبر تركيا وصولا إلى اليونان.  

وعام 1999 ضرب زلزال بقوة 7,4 درجات مناطق في شمال غرب تركيا موديا بأكثر من 17 ألف شخص بينهم ألف في اسطنبول.  

في اليونان أودى آخر زلزال قوي بشخصين في جزيرة كوس قرب ساموس، في تموز/يوليو 2017.  

user

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق