المقالات

حقوقنا السيادية في خور عبدالله / الجزء الثاني عشر

بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..

تخيل ان زورقاً كويتياً مسلحاً (من زوارق الدورية) يغادر سواحل الكويت تحت جنح الظلام الدامس، ويقطع مئات الكيلومترات في عرض البحر، قاصداً المياه الإقليمية العراقية، ثم يتوغل أكثر فاكثر حتى يتجاوز موقع محطة المرشدين العراقية، ويتخطى الممر الملاحي في خور عبدالله، ليصبح على مسافة مرمى حجر من ساحل الفاو، ويلقي القبض على زورق عراقي صغير عند بزوغ شمس الخامس عشر من نيسان هذا العام 2022 (في شهر رمضان). .
لقد أجرت قناة دجلة لقاءاً تلفزيونياً في مدينة الفاو مع طاقم الزورق المؤلف من خمسة أشخاص، بدت عليهم آثار الضرب والتعذيب. لا ذنب لهم سوى انهم كانوا يصطادون سمك (الزبيدي) في موقع لا يخطر على بال الجن الأزرق. .
وربما يسأل المواطن الكويتي نفسه عشرات المرات عن الاسباب والمسببات التي دفعت زورقهم لقطع هذه المسافة الطويلة، والاقتراب فجراً من سواحل الفاو لكي يمنع شباب عراقيين كانوا يبحثون عن رزقهم في منطقة بعيدة جداً جداً عن سواحل الكويت ؟. .
كان زورق الصيد العراقي مسجلا بالرقم (5589)، يقوده العراقي (ثائر حميدي عبدالحافظ)، وهذا الزورق لا تتوفر فيها مؤهلات الابحار لمسافة تبعد عن الساحل أكثر من عشرين كيلومترا . .
والسؤال الأهم: هل تتجرأ زوارق الدورية الكويتية في الاقتراب من حقل نوروز لتلقي القبض على الصيادين الايرانيين ؟، وهل باستطاعتها العبث داخل المياه السعودية لكي تبسط نفوذها هناك، وتضطهد الصيادين السعوديين ؟. وهل الشعب الكويتي بحاجة لسماع أخبار الانتهاكات الكويتية داخل المياه العراقية ؟، ومن ذا الذي منحهم الحق في التهور بهذه الاساليب المرفوضة من النواحي الإنسانية والاخلاقية ؟، سيما ان قرار الامم المتحدة ينتهي عند الدعامة (162) ولا توجد اي اتفاقية حدودية تسمح للزوارق الكويتية بالاقتراب من مصب شط العرب ؟، أو الاقتراب من سواحل رأس البيشة ؟. .
لا شك ان الشعب الكويتي الشقيق يرفض تكرار هذا التهور الذي لا يصب في مصلحة الكويت، ويتقاطع تماما مع الاعراف والقوانين والقواعد الدولية. .
ختاما نهيب بادارة السلطة البحرية العراقية العليا بضرورة التحرك لحماية الصيادين ومنع تكرار هذه التجاوزات، ونهيب بقيادة القوة البحرية العراقية تكثيف دورياتها ورصد المخالفات الايرانية والكويتية التي حطمت كل القيود واخترقت كل الحواجز . .
وسوف نواصل حديثنا عن هذا الموضوع في حلقات لاحقة كلما سمح لنا الوقت. . .

كاظم فنجان الحمامي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق