التكليف الشرعي هو أن عقلك لا يستعبد عقلي ، ويبلد ويجمد وعيي
بقلم : حسن المياح …
( هناك فرق بين الإلتزام والطاعة الواعية وبين الإستعباد وإلغاء العقل في أن يفكر ، وينتج أفكارآ ، ويثمر شذرات حكم ، ويعلن عطاءات تأسيس بناء ، ويعمل على التشييد والإصلاح …….. أن تفكر لي ، يعني أنك تريد أن تحجر عقلي وتستعبدني حيوان طاعة داجن ، وتجعلني الخادم المطيع الذي لا يفكر ، بل ولا هم أو شغل له في التفكير ، لأن عقله قد قدم إستقالته ، وأحيل على المعاش لما هو في شيخوخة لا منتجة ، وأنه العجوز الذي لا يقوى على الحركة ، أو التحرك لخدمة نفسه ……. ، وهذا يعني أن أطيع حيوانآ بلا تفكير ، ولا مناقشة ، ولا إعتراض أوحتى سؤال ، أو حتى إشارة …….. من أجل كسب لقمة خبز — كالبهائم السائبة السائمة ، والمربوطة المحتجزة — بمهانة وتحقير ….
ومن نماذج التصرف الذي عنه قبل هنيئة تحدثنا ، هو أنكم ورطتموهم الناس الأتباع ليجتمعوا ، فيتظاهروا بالقرب وعلى أسوار الخضراء ( خريعة الخضرة ) لفترة طويلة أواخر أيام الصيف ، ودشنوا شهرآ ونصف الشهر من فصل الشتاء البارد ، القارس من أول إطلالته وبوادر أيامه ، وتحملوا شيئآ لا بأس به من الحر والبرد ، والتعب والسهر ، ويباس الحنجرة من الهتاف والصراخ … ، وتركوا أشغالهم وأعمالهم وعوائلهم وكل متعلق دنيوي لهم من أجلكم ، ولم يحصلوا على شيء مما خرجوا متظاهرين من أجله ، ولا ما هو يعوضهم من كسب ، على ما قدموه من إلتزام وطاعة …..
والآن تأمرونهم بالإنسحاب ، كما هو “” حنين “” لما رجع خائبآ بخفيه ، وأنا لا أظن أن “” حنينآ “” قد حافظ على فرد من فردتي الخف الذي كان يحتذيه ، حتى يرجعه معه ، ويصطحبة تسلية لوعة ، وملهاة فشل ذريع ……
هذا هو التصرف العشوائي اللامدروس الذي لا ينتج شيئآ ذا فائدة أو نفع ، وهذا هو الذي يسمى بإستقالة العقل وإنقطاعه عن التفكير الواعي الحصيف ، وأنه “” العقل المستقيل “” ، بل هو التكليف العسير بلا مؤونة إدامة ، وهو مثلبة عجز تفكير في الوعي السياسي حركة تأثير وتغيير وضع ، أو حال سياسي ، كان ينوى ، ويعمل على تغييره …..
وهذا أسلوب من أساليب التصنم الذي يربي على التبلد العقلي ، وقتل الإرادة الحرة الواعية ، ….. وهذا هو الإستعباد الذي نتحدث عنه ، ونحذر منه ، لأنه يفقد الإنسان العراقي كرامته ، ووجوده الإنساني المفكر العزوم المريد …..
وتلك هي ثقافة الصنمية البشرية التي عليها الأحزاب والتيارات يعملون ، وهم الأحزاب السياسية الفاسدة المنحرفة عن خط إستقامة العدل الإلهي ، الذين يحكمون وهم المتسلطون الذين ينهبون …. ، وأنها التأسيس لظاهرة إحتلال العقول غير المفكرة التي يريدون ، والتي لا يراد لها أن تفكر ( التمبل ) ، وهذه هي العقول المستقيلة ، والتي قبلت إستقالتها لما خدعت بزيف الباطل ، وغش العاطفة ، وبلادة وإنجماد وركود العقل من أن يفكر ويتحرك وينتج مفعولات طاقات تفكير وتحليل وإستنتاج ….. وإنه الخمول الذي يؤدي وينتهي الى السبوت والتوقع على ظلم ، وفي حلوكة ظلام ، ومظلومية عطل التفكير ، وأن لا تفكر …. ؟؟؟
وهذه هي دعوة الصنمية التي ترتكز على أن 《 تعال معطلآ عقلك وفكرك وتفكيرك وما تفكر فيه ….. ، لأفكر أنا لك ولأريح عقلك 》…….
والسير على هذا المسلك ، وعلى هذا المنوال ….. يعني البلادة والجمود والتحجر والتعفن ، فلا تغيير ؛ وإنما رجوع في سقوط ، وتقهقهر في إنحدار الى قاع المستنقعات …….. ويعني لا إصلاح ؛ وإنما هي صنمية وخدمة ذات حاكمة ظالمة مستهترة ، لاغية غيرها الآخر ، مستأثرة النفع والمصلحة ، متقوقعة النفوذ السلطوي الحاكم الظالم الناقم على ما هو منفعة ذات فاسدة مجرمة منحرفة متسلطة سادية متوحشة ناقمة ، وما هو مصلحة توزيع فتات على من هم متحزبين أتباع أذناب ، همج رعاع مستعبدين جوامد العقول ، متحجريها ، ولاغيها عن التفكير ، إطاعة إستعباد من أجل إشباع رغبات ذات رخيصة خاضعة خانعة ، وحاجات نفس أمارة بالسوء منحرفة سافلة هالكة ……
هذا هو واقع العمل السياسي في العراق في الحال الحاضرة ، أحزابآ وتيارات وتكتلات ، وزعماءآ ورؤوساءآ وأعضاءآ ومرؤوسين ….. ، وأنها علاقة إستعباد ، وأنها تعامل سيد بمسود عبد مطيع ….. ولم تكن بأي حال من الأحوال تكليفآ لأداء مسؤولية ، وخدمة شعب من أجل مرضاة الله سبحانه وتعالى ……
حسن المياح — البصرة .
Visit the official Telegram website, choose the appropriate operating system such as Windows, macOS, Android, iOS, etc., and download the application. Enjoy seamless communication across devices with Telegram’s secure and fast messaging features, including text, voice calls, and file sharing, all backed by end-to-end encryption for enhanced privacy.