القضاء في عراقنا العظيم !!!!!!!
كانت ازقة بغداد القديمه ضيقه جدا وللباحث عن واقع هذه الازقه ان يراها في ازقة شارع الكفاح والشيخ عمر والفضل وغيرها من المناطق البغداديه.. وفي إحدى الايام وأثناء تجوال احد بائعي الخبز.. وهو مثقل بما يحمله وينادي خبز… خبز.. خبز وباللهجه البغداديه.. وسوس له الشيطان بأن يدخل راسه في فتحه احد الدور ويصيح خبز.. خبز..خبز.. عل صاحب الدار اوصاحبته ان ينتبهوا اليه.. ولكن الصدفه.. كانت على غير ما اشتهي صاحبنا الخباز.. إذ انبري له كلب من داخل الدار .. وقام بعضه وقضم وجهه فسال دمه فأخذ يبكي ويصرخ.. في هذا الطريق الضيق.. وفي هذه اللحضه.. ضهر له رجل فتقرب منه وسأله عما ألم به فما كان من صاحبنا الخباز الا ان افصح عما وقع له.. فأجابه الرجل.. بأنه محامي.. وأبدى استعداده للتوكل عنه في إقامة دعوى لدي المحاكم المختصه للمطالبه بتعويض عن الضرر الذي أصابه من جراء عضة الكلب.. بعد ان بين له المحامي بأن صاحب الكلب مسؤول عن تصرف كلبه وأنه سيلزمه بتعويض موكله الخباز.. وهموا مسرعين للمحكمه المختصه وأقاموا الدعوى.. وحدد موعد المرافعه.. وحال تبليغ صاحب الكلب بموعد المرافعه.. هم مسرعا الى عدد من المحامين المتمكنين لإنقاذه من هذه الورطه.. فاستجاب له أحد رجال القانون من ذوي الخبره والكفاءه وتبني قضيته.. وما ان حان موعد المرافعه.. حضر المدعي والمدعى عليه ووكيليهما الجلسه وباشرت المحكمه باجراءآتها المعتاده.. فقدم الاخوه المحامين دفوعهما بعد تدوين أقوال المدعي والمدعى عليه .. قررت هيئة المحكمه رفع الجلسه للنطق بالحكم….. وهنا المفاجئه..
حكمت المحكمه على المشتكى بغرامه مقدارها عشرة دنانير… فانبهر المشتكى واخذ يصرخ ويولول ويبكي فاجتمع عليه الناس وهم يسألونه عما حل به .. فما كان منه إلا ان رد عليهم.. بأن المحكمه قد حكمت علي بغرامه عشرة دنانير وانها لغرامه كبيره وقتها لم يكن متوقعاً لها.. والعجيب الغريب بأني كنت المشتكى..على صاحب الكلب الذي شوه وجهي وآلمني.. إلا ان الأمر بات مقلوبأ.. إذ تبين للمحكمه بأني انا الذي عض الكلب وليس الكلب من عضني..
القضاء حكم بالعدل وقتها.. كون الخباز قد تجاوز علي حرمة أهل البيت المدعي عليهم.. وان فعل الكلب لايعاقب عليه القانون.. لوقوعه من داخل الدار..وبسبب إدخال الخباز لراسه من فتحة الباب وتجاوزه على حرمة ساكنيها توجهت المحكمه لإصدار هكذا قرار موفق وسليم…
القضاء العراقي الآن.. يعمل وفق منظور المحامي وكيل الخباز… للأسف الشديد… السارق لمليارات الدولارات بات محصنأ بما سرق وكلما زادت السرقه زادت الحصانه.. ولاندري أين كنا والي أين سنكون.. ولله الحمد والشكر على كل حال..