الفساد في مؤسسة الجيش
ملاحظة: الجيش العراقي عظيم منذ تأسيسه، وحتى اليوم، ولكن لعن الله الفساد الذي يمارسه البعض.
لاتنسوا.. العراق بلد عظيم ومن مظاهر عظمته إن المستقبل أسوأ بكثير من الماضي.
عام 1998 وقد تخرجت من الكلية، وكنت من احسن الطلاب فيها، ذهب الكسالى، وأصحاب الواسطات الى الدراسات العليا، وتوجهت أنا الى مكتب التجنيد، وتم (سوقي) الى مركز تدريب الحلة في منطقة باب الحسين، حيث الإهانات والضرب والكلمات الخادشة للحياء، وبمجرد وصولنا الى هناك أمضى الأغنياء معاملات (البدل النقدي) ودفعوا المقسوم، وغادروا المعسكر بعد أسبوعين من التدريب، بينما بقي (أولاد الخايبة) وأولهم أنا نهبا للتنقلات المزعجة، والعقوبات القاسية، حتى إهتديت عن طريق ثلة مباركة من الجنود الى بعض ضباط المعسكر الذين كانوا يقبضون منا تسعة آلاف دينار عن كل جندي نسلمها لضابط من ذوي (النجمة والنجمتين) وبينما كان الرائد يتوضأ، كان يلقي علينا بكلمات قذرة، وشتائم مذلة، ولم أنس تلك الصورة حتى اليوم. وكان (حازم معلعل)يأتيني كل جمعة بكتب ونقود من طلاب وطالبات أكتب لهم (بحوث التخرج) لأجمع مبلغ الأسبوع، والمضحك إنني إكتشفت كم كنت مغيبا برغم دفعي للنقود، وبلغت أيام الغياب 21 يوما، وعندما كنت أمضي معاملة التسريح، جمع لي أصدقائي في (الحلة) مبلغا من المال لنائب ضابط يسكن ناحية (جبلة) التي زرتها لأول مرة للقاء ذلك النائب ضابط، وسلمته المال ليمحو خطاياي، او أيام غيابي ليتم تسريحي في النهاية من قيادة الدفاع الجوي التي أستدعيت منها للتحقيق بعد شبهات فساد في تنقلات الجنود.
الجيش العراقي الحالي كما السابق، وفي كل زمان، برغم بطولات أبنائه وشجاعتهم. إلا إنه يعاني من مظاهر فساد يعرفها القاصي والدان، وواحدة من مظاهر الفساد (الفضائيون) الذين يدفعون نصف الراتب للضباط مقابل عدم إنتظامهم في وحداتهم العسكرية، وهم يلتحقون بتلك الوحدات فقط في الأيام التي تحضر فيها (لجان التفتيش) ليكون العدد كاملا.. بعض الضباط يشترون مناصبهم، وبعضهم يقبض عشرات الملايين من الدنانير كل شهر مقابل نزول الجنود.
من أيام قليلة أوصلت شابا الى مكان، وكان قلقا ؤحاول الإلتحاق بوحدته في الموصل حيث أستدعي على عجل بعد وصول لجنة تفتيش، وأكد لي إن ضابطا لوحده يستلم شهريا (خمسين مليون دينار) بطريقة تقاسم الراتب.. وحين سألت تأكد لي بالفعل أن هناك لجنة تفتيش كانت تتواجد في بعض الوحدات العسكرية هناك…