الاخبار

عراقيو لندن يكتبون عن الكاظمي سيرة لم تكتب عنه من قبل !

ملامح من المسيرة لشخصية الكاظمي

غانم جواد

تشغل شخصية الاستاذ مصطفى الكاظمي الكثير من الاهتمام عند الاوساط السياسية والاعلامية كلما تطرح مسألة رئاسة مجلس الوزراء سواء داخل العراق او خارجه بين قادح (بدافع الجهل او التسقيط السياسي) والمحايد يتلقاها كمعطيات، ومادح لتعزيز قناعته بشخصية الكاظمي، فالذي اكتبه بدافع تبيان ملامح هذه الشخصية الوطنية بشكل موضوعي وكما جرت الوقائع من خلال صداقتنا وعملنا سويةً لسنين طويلة في مجالات متنوعة من العمل الحقوقي والاجتماعي والسياسي، لأن مستلزمات القيم والمثل والمفاهيم الاخلاقية والوفاء لزمالة العمل المشترك تفرض عليك ان تطرح ما تعلمه عن هذه الشخصية الوطنية كما هي وليس كما نريد، أو أن نبالغ فيها، ما سأسرده للرد على ما كتبه اخرون من ألصاق التهم الباطلة والتشهير الكاذب.

حصل الكاظمي على اللجوء من السويد ثم  الإقامة الدائمة  بعد أن وصلها قادما من ايران التي قضى فيها فترة زمنية في المعتقلات بتهمة دخول البلاد بطريقة غير شرعية، ودفع ثمن تأييده للجمهورية الاسلامية والتي بسببها خرج من العراق.

عملنا معاً في مدينة يوتبري بالسويد عام ١٩٩١ بعد الانتفاضة الشعبانية، قبل هذا التكليف بعد ان عزف عنه الاخرون، حيث احضر العديد من العراقيين من مختلف الاتجاهات السياسية والعرقية من الذين تعرضوا لانواع متعدده من الانتهاكات لحقوق الانسان لتقديمها شهاداتهم مصورة الى لجنة حقوق الانسان في جنيف التابعة للامم المتحدة، و تسمى الان ” المجلس الدولي لحقوق الانسان”.

اتضح انه كان يعمل داخل العراق ضمن مجموعة من الشباب، تواصل معهم عبر كردستان العراق في عام ١٩٩٤، فاصبح مستهدفاً من قبل النظام بعد ان اعترف عليه بعض الأفراد من مجموعته تحت وطئة التعذيب. وعند زيارته لأخيه في أثينا اخبرني انه يشعر بملاحقة ومراقبة شديده من مجهولين، عرضت حالته على المرحوم الدكتور أحمد الجلبي فطلب مني الاتصال به ودعوته للحضور الى لندن فوراً لانه سيتعرض للاختطاف من قبل المخابرات العراقية بسب نشاطه داخل العراق.

  في اواخر التسعينات عمل في لندن ضمن مجموعة من الاشخاص لتصنيف وتبويب الوثائق  التي تم الحصول عليها من مديرية الامن العامة في السليمانية بعد سيطرة القوات الكردية على المدينة، وتم تصويرها وحفضها على اقراص مدملجه لتوضع بين ايدي الباحثين والدارسين عن الفترة المظلمة ايام النظام الصدامي.

انخرط في العمل الأعلامي من جديد وتوثقت علاقته مع القناة الرابعة البريطانية وذهب معهم الى العراق عن طريق الكويت لتغطية أحداث سقوط النظام، وعند وصولي الى بغداد اجرى معي مقابلة عن “مفهوم العدالة الانتقالية ” وامكانية تطبيقها في العراق لمعالجة مخلفات النظام بعد السقوط وكذلك عن مفهوم ” العلمانية المؤمنة”.

 لينتقل بعدها الى  ادارة “مؤسسة الذاكرة العراقية” التي أوكل إليها مهمة حفظ وتوثيق المستندات والصور وما خلفه النظام من نصب ولوحات وتماثيل كما سجلت شهادات مصورة لعراقيين ارتكبت بحقهم مختلف الجرائم وما حصل في العراق اثناء سنوات الجمر، بما يشبه ما قامت به المانيا الاتحادية بعد الحرب العالمية الثانية حيث احتفت بما يتيسر لها من مخلفات النازية وعرضتها في متحف لتطلع الاجيال القادمة على ما حصل في تلك الفترة، ولتكون درس وعبرة ولمنع حدوث الكارثة مرة اخرى، استغرق العمل عدة سنوات وتوقفت اعمالها لفقدان التمويل المالي.

 عادت مرة اخرى للعمل في مجال حقوق الانسان مع الامم المتحدة لرصد ما احدثته العمليات الارهابية والحرب الطائفية من فواجع وكوارث للشعب العراقي. شغل بعدها منصب رئيس تحرير جريدة “المونيتور”بنسختها العربية، ومن ثم تسلم رئاسة مجلس ادارة مجلة ” الاسبوعية ” ورأس تحريرها الصحفي عبد الجبار الشبوط، شقت المجلة طريقها لتكون في مصاف المجلات المتقدمة، وتوقفت بعد سنتين ونيف لوقف التمويل.

 استطاع الكاظمي ومن خلال عمله المتنوع من نسج علاقات قوية مع معظم الفرقاء العاملين في الحقل السياسي والاعلامي وحتى الثقافي، عرضت عليه عدة مناصب منها رشح لمنصب وكيل وزارة الخارجية الا ان الوظيفة شغلت حسب المحاصصة.

 وافق على العمل بموقعه الحالي كرئيس لجهاز المخابرات الوطني بشرط اعطائه كافة الصلاحيات وعدم تدخل الاخرين في عمله حتى يتمكن من اصلاح الجهاز على اساس خدمة الوطن والمواطن اولاً، وكما اخبرني المقربون منه شرع بوضع معايير جديدة للعمل منها اعتماد الكفاءة والخبرة والمهنية والنزاهة لشغل الوظائف الاساسية في الجهاز، اختيار العناصر الشابه للوظائف الحساسة، واعتماد تكنولوجية المعلومات لأدارة العمل، واستخدام الأساليب العلمية الحديثة في اجراء التحقيقات مع المعتقلين وحرم كل اساليب الطرق البالية التي كانت تمارس سابقاً. حول الاستاذ الكاظمي الجهاز للقيام بوظائفه الاساسية ونجح في اداء مهماته، عبر ما قام به من اصلاحات هيكلية واعادة توزيع المهمات لدرجة يصح القول تغيره للمقولة السابقة بحق المخابرات المرعبة الماضية ” الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود ” الى المقولة الجديدة  ” الداخل اليها محفوظ والخارج منها مسرور”.

تحدث السيد رئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبد المهدي في احد تصريحاته الاسبوعية بتلقيه  اتصالات من رؤساء بعض الدول تهنئه وتشكره على الدور  الناجح للمخابرات العراقية في محاربة داعش ورئيسها .

استطعت تسليط الضوء على بعض المحطات من المسيرة النضالية لتلك الشخصية المحترمة وهناك الكثير من المسارات الوطنية له لم اتطرق اليها وما اوردته هو غيظ من فيض.

واختم بالقول “والله على ما اقول شهيد “.

user

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق