*لوحٌ بابليٌ يحيّر علماء الرياضيات *

بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
لوحٌ بابليٌ قديم، يُقدر عمره بنحو 3700 عاماً، يضم أقدم التصورات البشرية للحسابات المثلثية وأكثرها دقة،
ويُعد شاهداً استثنائياً وصلنا من العالم القديم ليعلم عباقرة الرياضيات شيئًا جديدًا معاصراً، ويؤكد في الوقت نفسه ان البابليين سبقوا الأقوام كلها بعشرة قرون في هذا الاكتشاف المذهل. .
لقد عثر عليه عالم الآثار (بينكس) جنوب العراق بداية القرن العشرين، ويُعرف الآن باسم (بليمبتون 322)، وهو يتألف من خمسة عشر صفاً وأربعة أعمدة، ويشتمل على أعداد منقوشة بالخط المسماري، باستخدام نظام العد الستيني، لكنه يصف أشكالاً لمثلثات قائمة الزاوية باستخدام نوع جديد من حساب المثلثات يعتمد على النِسب، ولا يعتمد على الزوايا والدوائر. .
يقول العلماء: إنه إنجاز رياضي رائع ينم عن عبقرية لا جدال فيها، فاللوح يحتوي على الجدول المثلثي الأدق والأقدم في العالم، ويوفر لنا إمكانية استخدام نسبة معروفة لأضلاع مثلث قائم الزاوية كي تحدد النسبتين المجهولتين، وبطرق دقيقة ومبسطة وواضحة. .
يقول الدكتور مانسفيلد عن هذا اللوح البابلي: ان الصفوف الخمسة عشر المثبتة على اللوح تمثل خمسة عشر مثلثًا قائم الزاوية مصنفة حسب الترتيب بحيث يتناقص ميلانها باطراد. .
وقد تعرض الجانب الأيسر من اللوح للكسر، فاعتمد الباحثون في جامعة (نيو ساوث ويلز) على أبحاث سابقة لتقديم دليل رياضي من شأنه تأكيد وجود ستة أعمدة في الأصل، وأن هذا اللوح كان من المفترض أن يكون مكتملا بـ 38 صفًا.
كما برهنوا على كيفية تمكن النساخين القدماء من توليد الأعداد على اللوح باستخدام تقنياتهم الرياضية، مستخدمين نظام العد الستيني. وقدم علماء الرياضيات في جامعة (نيو ساوث ويلز) أدلة تستبعد الرأي ذائع القبول القائل إن اللوح كان مستخدمًا كأداة لمساعدة المعلمين في مراجعة حلول الطلاب للمسائل التربيعية. .
يقول الدكتور مانسفيلد: كان اللوح البابلي أداة فعالة استُخدمت لمسح الأراضي أو لإجراء حسابات معمارية لبناء القصور أو المعابد أو الزقورات المُدرّجة. .
يعتقد أن اللوح ينتمي إلى المدينة السومرية القديمة (لارسا) وهي المعروفة الآن بأسم (البطحة). وهو محفوظ الآن في مكتبة المخطوطات النادرة في جامعة كولومبيا في نيويورك. .
وقد نشرت مجلة (the guardian) في الرابع والعشرين من آب عام ٢٠١٧ مقالة مفصلة عنه بقلم (Maev Kennedy). .









