
بقلم .. كاظم فنجان الحمامي ..
أبدى النائب (كاظم فنجان الحمامي) تذمره واستيائه من خطوات هيئة الكمارك وهيئة المنافذ التي تسببت بعزوف السفن التجارية، ورفضها التعامل مع موانئنا، ولجوءها الى الموانئ الإيرانية (بندر عباس وبندر امام).
مشيراً الى أن تلك الخطوات أحدثت انقلاباً في تعاملات الموانئ مع خطوط الشحن البحري التي قررت توجيه سفنها الى الموانئ البديلة.
ويُذكر ان تلك الخطوات جاءت بمبادرة غير مسبوقة أتخذتها الهيئة العامة للكمارك بكتاب معنوى الى هيئة المنافذ بالعدد ٣١١٦ في ٩ / ٢ / ٢٠٢١، وجاء جواب الهيئة بالكتاب ٢٤٢٩ في ١٧ / ٢ / ٢٠٢١ (مرفق) اي بعد بضعة أيام، تناول اعتماد خطة جديدة في التعامل مع الحاويات.
منوهاً انها خطة لا مثيل لها في موانئ كوكب الأرض، تقضي بفحص الحاويات بطريقة سلحفاتية، حاوية بعد حاوية، ولكل حاوية معاملتها وتصريحتها المنعزلة عن معاملات الحاويات الأخرى، وذلك بذريعة منع التلاعب والتزوير. (خوش درب).
واشار (الحمامي) ان الهيئة العامة للكمارك اعلنت بكتابها ٤١٥٦ في ٢٢ / ٢ / ٢٠٢١ الشروع بتطبيق تلك الخطوات التعطيلية اعتبارا من ١٥ / ٤ / ٢٠٢١، وما ان انتشرت اخبار هذا التنسيق المشترك بين الهيئتين حتى قررت شركات خطوط الشحن البحري تغيير مسارات سفنها بالتوجه نحو الموانئ الإيرانية، التي وضعت خدماتها كلها تحت تصرف السفن الهاربة من موانئنا.
وتوصل (الحمامي) الى الاستنتاجات التالية:-
١- لقد جرى التنسيق بين الهيئتين من دون اشراك الجهة القطاعية المعنية بالشؤون المينائية، ومن دون اشعار وزارة النقل التي تمتلك الخبرات الوطنية الكبيرة في هذا المضمار، والتي تشرف على محاور النقل البحري والبري والجوي.
٢- ان جميع المراسلات المتداولة بين الهيئتين (الكمارك والمنافذ) جرت كلها في شهر واحد (الشهر الحالي)، وعلى وجه التحديد بين يومي (١٧) و (٢٢) منه، وبما يعكس قوة الاتفاق والتنسيق الحميم بينهما.
٣- بدت علامات الضعف والانكسار واضحة للعيان على موانئ أم قصر (الشمالي والجنوبي) بعد ان هجرتها السفن، فخلت أرصفتها تماما، وتوقفت حركة الشاحنات، وتكدست الحمولات، وظهرت علامات السخط والتذمر على التجار والمستوردين والمصدرين.
٤- ان اي مراجعة لعائدات الموانئ لهذا الشهر تعكس صورة الانهيار الكبير في ايراداتها، وبالتالي فان تطبيق خطة الهيئتين ستقضي على مستقبلها، وستحولها الى شركة خاسرة بعدما كانت من اقوى الشركات الوطنية الرابحة.
٥- لا يوجد ميناء واحد في الكون يعتمد في التعامل مع الحاويات بطرق الفحص البدائية، ولا توجد شركة نقل عالمية تعاملت بهذا الاساليب المتخلفة.
٦- قطعت الموانئ العراقية شوطاً كبيرا في تطبيق انظمة الجباية الالكترونية، ونفذت مشروع ساحة الترحيب الكبرى التي تولت تنظيم حركة الشاحنات من والى الميناء، وما انتشرت اخبار خطة الهيئتين حتى تكدست الشاحنات داخل المحرمات المينائية.
٧- لقد تحولت هيئة المنافذ بهذه الانتقالة من جهة (مشرفة) الى جهة (منفذة)، اي انها انتقلت من الاشراف الى التنفيذ.
واختتم (الحمامي) تصريحه بهذه العبارات المقتضبة: لقد اتضحت لنا الآن أبعاد الكارثة التي تواجهها الموانئ في المرحلة الراهنة، والتي تسببت بطرد السفن التجارية، وتسببت ايضا بنفور التجار والمستوردين، واصبحت الموانئ البديلة هي المستفيدة، بينما مُنيت موانئنا بالخسائر الفادحة.
من هنا سوف نكثف تحركاتنا البرلمانية من اجل توفير مستلزمات الدعم والاسناد لموانئنا، ومن أجل إجهاض الخطط التي تعدها هيئة الكمارك وهيئة المنافذ للنيل من الموانئ وتحويلها الى موانئ طاردة.

