الفاو الكبير .. الأهداف والتمويل ..
بقلم : رفعت نافع الكناني
مشروع الفاو الكبير ليس بناء ميناء بل هو مشروع اقتصادي متعدد الاغراض ، اي انه مشروع متكامل بأهدافه وغاياته ومسبباته الهدف منه بناء ستراتيجية اقتصادية وسياسية بعيدة المدى كما يمكن اعتباره من المشاريع التي تتعلق بموضوعة الأمن القومي الأستراتيجي ..
يضاف الى ذلك موقعة الذي يمثل عقدة مواصلات مهمة تربط شرق العالم بغربه وهناك اهداف كثيرة وكبيرة سوف تتحقق للعراق منها اعادة بناء البلاد من خلال تجديد بناه التحتية من طرق وجسور وسكك حديد حديثة وتوسيع الساحل العراقي لاستيعاب البواخر وحاملات النفط العملاقة وخلق فرص استثمار جديدة وزيادة حجم صادرات العراق من النفط واستثمار شحن الغاز الطبيعي والمصاحب لاستخراج النفط وايجاد صناعة متطورة للبتروكيمياويات ومحطات للطاقة ومصانع لتحلية المياة مع انشاء منطقة للتجارة الحرة ومدينه جديدة تتسع الى ٥٠٠ الف نسمة وفق احدث طرق تكنولوجيا بناء المدن ومناطق سياحية ومطار وتوفير فرص عمل للمهندسين والفنيين والعمال والادارين ومختلف التخصصات .
ان تحقيق هذا الحلم العراق على ارض الواقع يتطلب اولا الأرادة القوية زائدا مساعدة وعون الجهة المستفيدة منه قاريا وعالميا من خلال مشروع القرن ( مبادرة الحزام والطريق ) الذي تعمل عليه الصين بكل ثقلها الاقتصادي والمالي والتقني ومكانتها الدولية ، مشروع الفاو بمراحله المتعددة والمدة المحدد لتنفيذه بالكامل تحتاج لعقدين من الزمان كما اكدته مصادر مطلعة وهي ان انجاز كل مراحل المشروع تكون حسب المخطط له في عام ٢٠٤٠ وهذا العمر الزمني يستلزم بالضرورة العمل على اختيار افضل الاستخدامات للموارد المالية المتاحة مع الأخذ بالاعتبار انخفاض التكاليف بالنسبة لاقتصاديات الانتاج الكبير ضمن وحدة الزمن .
من هذا العرض الموجز يتبين لنا حجم التكاليف المادية لتنفيذه بكامل مراحله وفي فترة زمنية معقولة لان التأخير في التنفيذ يخلق اجواء غير ايجابيه وعوامل قد تستثمر لغير الهدف المرسوم في ظل هذا الصراع المحموم لقوى اقليمية ودولية وداخلية لتعطيل وأفشال العمل بالمشروع او ايجاد ضرائع لتأخير مراحل التنفيذ وايجاد المشاكل سواء كانت ادارية او فنية او ادارية . هذا الواقع يفرض مسابقة الزمن والاستعانة بالخبرات والقدرات الماليه للدول والشركات المتخصصة للتسريع بالعمل والانجاز ، في ظل واقع مالي حكومي بائس بسبب عوامل انخفاض اسعار النفط وعوامل تكاليف مجابهه داعش الارهابي وتبعاته الثقيلة وما تحمتله خزينة الدولة من خسائر كبيرة ادت الى فقدان القدرة على تمويل المشاريع العادية ، وما عاناه البلد خلال العقدين الماضيين من فساد ونهب وسرقة موارد الدولة وامكانياتها فكيف الحال بالنسبة لمشاريع عملاقة تحتاج الى مصادر تمويل كبيرة ومتعددة .
اذن عنصر الأستثمار هو الحل الواقعي لمثل هكذا مشاريع عملاقة ومتداخلة المراحل ، فالأستثمار اصبح يحظى بأاهمية كبيرة كونه يمثل العنصر الحيوي الاول لخلق وتحقيق عملية التنمية الأقتصادية والاجتماعية ، لذلك نرى ان اغلب الدول تعمل على خلق وتهيئة الظروف والبيئة المناسبة لأستقطاب الاستثمارات الاجنبية من خلال سن قوانين وتشريعات مشجعة . وتتنافس الدول ومنها الغنية ايضا في جذب المزيد من الاستثمار الاجنبي المباشر حيث يعتبر افضل وسيلة لدفع عجلة الاقتصاد وبالاخص للدول النامية والتي تتميز عن وسيلة الاعتماد على الاقتراض من العالم الخارجي .
رفعت نافع الكناني ٢١ /١٠/٢٠٢٠