بقلم: سعد الاوسي .
في مساري الاعلامي الطويل الذي بدأته قبل ثلاثين عاما واجهتني كثير من العقبات والمطبات والمصائب والعثرات والكبوات ودخلت الكثير من الصراعات والمعارك والمهالك، ونالني منها مالا اقدر على احصائه السحجات والكدمات والجراح والطعنات، حتى ظننت احيانا انني سأسقط ولن استطيع ان اقف على قدمي مرة ثانية، بل وفكرت في احيان كثيرة ان اترك كل شئ ورائي واعود الى مهنة أبي واجدادي في التجارة معززا مكرّما مرغوبا مرهوبا محبوبا بدل ان اكون في عالم الصحافة والاعلام (نيشان) ميدان و مثابة رمي تناله السهام ويصيبه الرصاص من كل جانب. لكن حب وشغف المهنة و(هوس) الكتابة كانا ينتصران عليّ دائما فيبعثان في دمي اصرارا وعزما على المضي حتى آخر الطريق مهما بلغت الخسائر.
ومن بين شتى (الطلايب) والخصومات التي كنت وما ازال اخوضها بسعادة ومتعة واصرار، ماتزال المعارك التي اضطر لخوضها ضد الاغبياء والجبناء هي الاسوأ والاكثر كراهةً في نفسي. لان الخصم الغبي يتعبك بثقل غبائه وسماجة صراعه وتفاهة ادواته ، والخصم الجبان يضجرك ويزعجك لانه لايواجهك ولايبارزك بل يرميك من وراء جدر واستار وحجب ثم يهرب بعيدا كي لا تتبينه ولا تعرفه فتسوّي حسابك معه ولو بعد حين. هذا غير ان صراع الاغبياء والجبناء لا فخر لنصرٍ فيه ولاجدوى بل هو صَغارٌ في كلّه وبعضه،
لذلك قطعت على نفسي عهدا منذ زمن بعيد ان لااتورط بصراع هذين الصنفين من الخصوم انتصارا لاخلاقي واحتراماً لاسمي وتاريخي المهني، فكنت اذا تقصّدني احدهما اشحت بعيدا عنه او ربتّ على كتفيه ناصحاً وداعيا له (روح باباتي العب بعيد الله يسامحك ويهديك).
لكنني كنت وما ازال اخشى ان تبتليني الدنيا بخصومة من تجتمع فيه هاتان الصفتان (الغبي الجبان) لان مثل هذا الصراع الكريه يسحبك مرغما للخوض في وحل حضيضه مهما حاولت تجاهله واهماله والاعراض عنه. وهذا بالضبط ما اجدني مضطرا للحديث فيه الآن، بعد ان تداولت بعض المواقع الالكترونية الممولة حزبيا ، تقريرا فديويا قصيراً غارقاً حتى اذنيه بكل تهم والفاظ وقئ الشوارع من صنيعة احد الذين لايستطيعون مجابهتي وجها لوجه واراد من التقرير (( العنجوكي )) النيل من الصحفي سعد الأوسي، الذي اتعبه واتعب واسياده لسنوات طويلة عبر كل وسائل الاعلام والتواصل التي اسسها واطلقها في فضاء الرأي العام لفضح السياسيين الفاسدين واللصوص والعملاء وخونة الامانة والوطن والاهل… ولم تفلح في تهديده واخافته عشرات الدعاوى والقضايا الكيدية التي رفعوها ضده والتي كان الله عز وجل يطفئها برحمته وعدله وتدبيره ويحيل نارها المستعرة بردا وسلاما عليه، وخيبة وعاراً على اعدائه.
ومن لم يتسنّ له رؤية هذا التقرير الخطير عن سعد الاوسي فيسرني ان الخّص له فحواه ونقاطه الرئيسة واعلّق عليها ضمن السياق :
*فسعد الاوسي حسب التقرير ( صحفي محكوم بتهم السرقة والابتزاز وتاسيس شبكات نسائية مشبوهة) !!!!
لكن التقرير لم يذكر اي حكم محدد واية سرقة وابتزاز ، وعن اية محكمة صدر هذا الحكم، ثم لماذا انا حرّ طليق امشي بطولي كما يقال في كل ارجاء العراق حتى الآن ؟؟؟
ولم يذكر التقرير ماعلاقة العمل الصحفي بتاسيس تلك الشبكات المشبوهة…؟!
ولماذا يتورط مشتغلٌ بهذه الشبكات وهو المدلل المعزّز المكرّم في جميع الازمنة والعصور ، بالعمل في مهنة الصحافة والاعلام مهنة المتاعب التي تجلب الهم وتقصّر العمر وتقلل الاصدقاء وتكثّر الاعداء !!!؟؟؟
* ويقول التقرير ايضاً ( ان سعد الاوسي هو احد صبيان عدي صدام في جريدة بابل !!!
وهذا اتهام افرح به واعترف باقترافه،، لانه دليل على عراقتي في مهنة الحرف بينما كانوا هم في ذلك الوقت عتاكة وحرامية واصحاب بسطيات.
* نعم كنت صحفيا في صحيفة نبض الشباب وكذلك في جريدة بابل وكنت مختصّا بالملفات الساخنة والسبق الصحفي تحديدا)، ولكنني لم اكن احد صبيان عدي كما يقولون بل كنت المشاغب المشاكس دائماً في الصحف التابعة لعدي وكان جزائي من ذلك غضب عدي مني واصداره امراً بمنعي من الكتابة الصحفية مدى الحياة !!!! ، وشهود هذا الحدث مايزالون احياء يمكنهم ان يؤكدوا او يكذّبوا ما اقول…ومنهم نقيب الصحفيين العراقيين وغيره من الزملاء والاساتذة في بلاط صاحبة الجلالة.
* يقول التقرير ايضاً انني أحد مصادر مخابرات صدام للتجسس على زملائي العاملين في جريدة بابل!!!!. والاغبياء لا يعلمون ان كل جهاز المخابرات والامن العام والاستخبارات العسكرية لم يكونوا يجرؤون على ان يطأوا باب جريدة بابل او اية صحيفة اسبوعية تابعة لعدي بكل جبروته وسلطانه المعروف في الدولة، فكيف يجرؤ اي جهاز امني ان يزرع في مؤسساته مصدر تجسس ؟؟؟؟ ، واي مصدر مجنون ذلك الذي يقبل بمهمة انتحارية مثل هذه ؟؟؟؟
* ويقول التقرير ( ان سعد الأوسي اسهم في اعدام وتصفية العديدين)، لكن التقرير لم يذكر لنا اسما واحدا من هؤلاء (العديدين) الذين ساهمت باعدامهم !!!!، واتحداهم ملء الفم وعلى رؤوس الأشهاد ان يأتوا باسم عراقي واحد شاكته شوكة بسيطة بسببي او نال طرف ردائه اذىً بتقرير او تحريض مني . اتحداهم واضع اصابعي في عيونهم او في اي مكان آخر يريحهم ويبرّد دودتهم .
* ويقول التقرير العبقري ايضاً انني كتبت تحقيقا صحفيا في التسعينات يفضح الدور المشبوهة التي كانت منتشرة في منطقة البتاويين ببغداد، وان ذلك تسبب باعدام اشهر القوادين والقوادات ممن كانوا يديرون هذه المهنة اللعينة !!!!
ولا ادري كيف اكون متهما بتاسيس شبكات نسائية مشبوهة كما ذكر في اول التقرير ثم اكون في الوقت ذاته مسؤولا عن كشف تلك البيوت وادانتها في البلد؟؟؟؟
ولماذا هم محزونون كل هذا الحزن على قرار صدام حسين بقطع دابر مديري شبكات النساء المشبوهة في العراق الذين كانوا يتاجرون بالبنات العراقيات المراهقات القاصرات وارسالهن الى دول الخليج لمنارسة الرذيلة، وهو الامر الذي علم به صدام حسين من مواطن اماراتي امه عراقية، شعر بالغيرة على العراقيات اللواتي يبعن في سوق الرقيق ؟؟؟؟؟
ولايقف التقرير في سلسلة معلوماته الثمينة هذه عند هذا الحد بل يكتشف ايضاً ان جهاز المخابرات وكمكافأة لي عن العمل السابق ارسلني الى ليبيا للتجسس ومراقبة العراقيين العاملين هناك…..!!!
ولا ادري كيف تكون العقوبة اذا كانت هذه مكافأة !!؟؟؟
ولماذا يحتاج جهاز المخابرات ان يتجسس على مدرسين ذهبوا الى ليبيا للبحث عن لقمة العيش فيرسل صحفيا مغضوبا عليه وراءهم؟؟؟
ولماذا لم يرسلوا بعض ضباطهم المدربين التدريب العالي لهذه المهمة الخطيرة تحت غطاء العمل كمدرسين وهو غطاء لايمكن كشفه….؟؟؟!!!
كل هذه الاسئلة المفتوحة البسيطة تتبادر عن هذا التقرير الذي لايمكنه ان يقدم اجابات لها، لان صانعيه وكاتبه لم يفكروا سوى بكيل اكبر قدر من التهم والقذارات الجاهزة التي يحاربون بها كل خصومهم وبذات النسق (جاسوسية، نساء مشبوهات، اختلاس، ابتزاز، قتل، عمل في اجهزة امن سابقة) الى باقي قائمة التفاهات السقيمة.
يعود التقرير ليتهمني باختلاس 400 الف دولار من جهاز المخابرات بدعوى انني خدعتهم ووعدتهم باطلاق قناة فضائية تخدمهم ثم سرقت المبلغ !!!!!
ولكم ان تتخيلوا اي جهاز مخابرات عظيم هذا، حين يُخدع بهذه البساطة ويُسرق منه 400 الف دولار وهو عاجز ان يدافع عن نفسه ويسترد امواله…… !!!!
واية قناة فضائية هذه التي اقتنع جهاز المخابرات باطلاقها مقابل 400 الف دولار فقط، مع العلم ان ايجار التردد الفضائي في القمر الصناعي وحده تبلغ 360 الف دولار سنويا !!!!!!
ولماذا لاتوجد دعوى من جهاز المخابرات تتهمني بهذا الامر ؟؟؟؟
لقد عملت في جهاز المخابرات بعد ان تعرفت على الشخصية الوطنية العظيمة الفريق اول الركن الطيار محمد الشهواني الذي كان معجبا بكتاباتي وصحيفتي الشاهد المستقل فعرض علي العمل كناطق رسمي عن جهاز المخابرات ومستشار اعلامي، لانه كان يريد لهذا المنصب شخصية مهنية ذات خبرة، وليس مجرد ضابط مخابرات كما جرت العادة من قبل، وقد تشرفت بالعمل معه وكنت احد المقربين اليه طوال فترة ادارته الحكيمة للجهاز، وحين خرج من الجهاز، عمل الاحمق الذي جاء بعده زهير الغرباوي (( المطيرجي )) على تفتيت مجموعة الادارات القوية المقربة منه وبشكل مهين، حيث نقل مدير مكافحة الارهاب في المخابرات الى موظف في محطة وقود ومدير عام التجسس الى موظف في نادي رياضي، اما انا فقد نقلوني الى موظف في وزارة المالية ثم الى احد المصارف الحكومية….. !!!!
فلم اسكت عن هذا التخريب المتعمد وهذه الاهانة المهينة والشخصية لرجال لم يفعلوا شيئا سوى خدمة الوطن، وكان ان كتبت مقالا نشرته في جريدة الزمان ادين به هذه التصرفات والتخبطات الحمقاء التي يقوم بها رئيس الجهاز الجديد زهير الغرباوي، فاقام دعوى ضدي عما ورد في المقال، واعتقلوني وحاكموني وحكموني بالسجن سنة بسبب ذلك المقال حسب مقتبس الحكم الذي يقول (( لنشره مقالا في صحيفة الزمان )) ، وقد صنفتني عدد من المنظمات المدنية والصحفية كاول سجين رأي بعد 2003 تأسيسا على هذا الحكم.
وحين خرجت من السجن غادرت البلد الى الاردن حيث عملت على تاسيس قناة العراق الان ثم سرعان ما اشتراها مني خميس الخنجر وهي في بداية تاسيسها ثم عملت مشرفاً عاماً على قناة الفلوجة، انتقلت بعدها الى تركيا لتأسيس واطلاق قناة الشاهد المستقل التي توقفت بعد خلافات سياسية مع جهة التمويل ، ثم غادرت تركيا بعد ان قضيت فيها ثلاث سنوات الى القاهرة من اجل مشروع اعلامي آخر، قضيت فيها ثلاث سنوات اخرى وغادرتها الى الاردن من جديد ثم عدت الى العراق عام 2018 ، رغم ان التقرير الفيديوي العبقري هذا يقول انني ممنوع ومطرود من جميع الدول التي عشت فيها ، لأنني مارست فيها عمليات غسيل اموال وتمويل ارهاب !!!!
وكلا هاتين التهمتين الخطيرة توديان بمرتكبهما الى السجن باقصى عقوبة وليس الى الطرد والمنع كما يقولون، فلماذا اكتفت هذه الدول بطردي ومنعي فقط ؟؟؟؟
ولماذا ما ازال متنقلا بينها بكل حرية حتى تاريخ كتابة هذه السطور ؟؟؟؟
لعنة الله على غبائكم وجهلكم وتفاهتكم، وجبنكم الذي جعلكم لاتجرؤون ان تنسبوا تقريركم التلفزيوني التافه هذا الى جهة او حزب او تيار او وسيلة اعلام او حتى الى شخوص.
الذي يختار الخصومة ورمي الآخرين بالحجارة القذرة عليه ان يتحلى بادنى مراتب الشجاعة ويظهر رأسه ليقول انا فعلت ذلك، ولايختبئ مثل الجرذان المذعورة.
ها انذا ارد عليكم بكامل صوتي وبهامة مرفوعة لاقول لكم :
اتحداكم ايها الجبناء ان تثبتوا بدليل او قرينة اية كلمة وردت في هذا التقرير التلفزيوني الركيك البائس، الذي يشبه احاديث العجائز المشبوهات في صباهن من قلّة الزبائن.
واذكّركم ان الانوار الساطعة لاتغطى بغربال والقامات العالية لاتنحني لتسمع نقيق الضفادع وان الحقيقة مشتقة من الحق والحق هو الله، والله لايهدي كيد الماكرين الخائنين.
بسم الله الرحمن الرحيم
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق
صدق الله العلي العظيم