بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بداية يُعد مطار بغداد الدولي من ضمن المطارات المتخلفة بحسب تقييم منظمة الطيران العالمية ICAO، وبحسب تصنيف Megahubs 2024 لأكثر من 50 مطاراً متصلاً دولياً في العالم. لم يرد فيها اسم العراق . .الحقيقة ان موضوعنا لا علاقة له بمطار بغداد الذي لن تقوم له قائمة حتى لو خرج عباس بن فرناس من قبره. . فالموضوع الذي نتحدث عنه له علاقة بمطار عربي غير خليجي، من مطارات الشرق الأوسط. لأنه المطار العربي الوحيد الذي يعتمد السيستم الطائفي في التعامل الحصري مع العراقيين وبلا استثناء حتى لو كان المسافر وزيرا أو نائبا أو برتبة عسكرية عالية. .فما ان يقف العراقي بين يدي ضابط الجوازات حتى ينهال عليه بالأسئلة التالية بعد ان يتفحصه من فوق إلى تحت بنظرة عدوانية مفتعلة :– هل انت سني أم شيعي ؟. عربي أم كردي ؟. مسيحي أم مسلم ؟. .- هل زوجتك سنية أم شيعية ؟. عربية أم كردية ؟. مسيحية أم مسلمة ؟. . – اين كان يقف جدك الخامس والثلاثين في معركة صفين ؟. . – وهل كانت عشيرتك من ضمن العشائر المنتمية إلى فلول الخوارج في معركة النهروان. أم من المشاركين في ثورة الزنج بالبصرة ؟. .وما إلى ذلك من الاسئلة الفرعية الجانبية المزاجية الارتجالية التافهة. وربما تنتهي المسائلة بمنعك من الدخول، أو احتجازك ريثما ينتهي المحققون من تحديد هويتك الطائفية. . قد يقول قائل: ان هذا الطرح ينطوي على تهويل ومبالغة، ولا يخلو من التربص والتجني والاستهداف، فنصفق له وندعمه، ونقول له: يا ريت يطلع كلامنا غير دقيق. وهنا لابد من الاستعانة بلجنة العلاقات الدولية في البرلمان العراقي، فنطلب منهم الذهاب بأنفسهم، والسفر جوا بجوازات غير دبلوماسية، وبملابس غير رسمية لكي يشاهدوا كيف تحاصرهم العيون المبحلقة، والوجوه المتجهمة، والمعاملة الخشنة، ولكي يتلقوا حزمة من تلك الأسئلة الاستفزازية. . ألا ترون اننا لم نحدد أسم المطار المقصود، ولم نذكر موقعه. ذلك لاننا ندرك ان العراق لن يتردد في القبض على اي مواطن، وتسليمه مكبلا بالأصفاد إلى اي دولة قد تحكم عليه بعقوبة الحبس المشدد بتهمة تشويه صورتها. ثم اننا قمنا بتشخيص هذه الظاهرة منذ سنوات بعشرات المقالات والمناشدات دونما جدوى. .فهل سوف يسمعنا اعضاء البرلمان ؟، وهل يستجيبوا لنداءاتنا المتكررة. . ختاماً: نترك للقارئ الكريم حرية تشخيص ذلك المطار فاللبيب بالإشارة يفهم. .
