سألت ربي أين العزاء
بقلم : حسن المياح …
الزركشة والتجميل ، والصبغ والتلميع ، لا يغير من الواقع والحقيقة شيئآ ، ومهما صبغ ولمع الحذاء ، فهو لا يتغير من واقعه وحقيقته شيئآ ؛ وإنما هو يبقى نفسه ذلك الحذاء …… والأحزاب السياسية في العراق أصبحت كالنوادي الرياضية ، حيث ينتقل اللاعب من ناد الى آخر ، بعقد أجر بالدولارات مقابل لعب ممارسة نشاط رياضي لفترة مسماة ، ومن ثم يجدد العقد مع نفس النادي ، أو يتعاقد مع ناد آخر ، ويتحول اليه إنتماءآ ، وفقآ لدسومة عرض العطاءات وثراء جواذب التعاقدات ….. فالسياسي يبحث عن مصلحته المادية ، ومنفعته التي تتجسد في موقع ومنصب ، فتراه يتحول ( كالمتحولين المثليين الجنسيين ، واللاعبين الرياضيين المحترفين صنعة رياضية مطلوبة محبوبة مرغوبة ) إنتماءآ تحزبآ سياسيآ مع الحزب الذي يوفر له ما يطلب ، وما يريد ، وما يتوافق عليه بعقد تجاري لأجل مسمى ……
والذي يتحدث عن وطنية ، أو عقيدة ، أو مباديء ….. فهو ممسوس منحوس كافر ، ولئيم غافل فاجر ، وخواء لا يعلم ، ولا يعرف ، ولا دراية له في السياسة كيف تمارس ، وكيف هو يكون الجوكر اللاعب ….. وحتى الإنتماء والولاء أصبح مكيافيليآ …. وغاية بحث نفعيآ ذاتيآ براجماتيآ ….. ؛ لا آنتماء على أساس مباديء ، ولا ولاء على أساس إرتكاز إعتقاد وإيمان …. فهو كالحيوان في الحياة الدنيا الذي همه علفه وممارسة الجنس السفاد السفاح السائب الواضح المكشوف المباح ….. ، فالسياسي همه المنفعة المادية الدولارية للذات ، ويكون ولاؤه للمنصب بقدر ما يدر عليه المنصب والموقع من منافع ومصالح وأرباح وجاه ….. ولتذهب همبلات المباديء ، وشوشرات الإلتزام الى الجحيم المقيم ، أو الى سلة القاذورات والأوساخ والمزابل ، والى أجواف أحواض المستنقعات الوبيئة الإسنة ……
هذا هو الحس السياسي الذي يعتمل حراكآ في نفس وعقل ومخيلة المسؤول العراقي ممارسة إنتماء براجماة نفع تحزب سياسي ، ومن ينتمي تحزبآ سياسيآ متنقلآ بين الأحزاب السياسية ( الدكاكين التجارية المربحة ) ، والذي يفهم ويعتقد أن الإنتماء هو عقد مضاربة ومرابحة بين شيء مقابل شيء ، يساويه في المقدار ، وينسجم معه في إطاعة وتنفيذ أوامر الحزب ( النادي والدكان التجاري ) الذي تعاقد معه إنتماء منفعة ومصلحة ذات ……
وما تبقى من عقيدة ووطنية ، وقيم وأخلاق ، ومباديء وأعراف ، وإنتماء حقيقي وولاء فناء وتضحيات ، وما الى ذلك من لوازم وإرتكازات كرامة وشرف وشموخ ….. هي كلها محض إفتراء يتطاير في الهواء ، وهي الفناء والخلاء ، وهي المسخرة الطلاء والضحك والهراء ….. حيث لا إخلاص ولا تضحيات ، ولا نزف دماء زاكيات ولا تقديم شهداء ……… الكل في ميزان حساباته المادية ، وتقديراته المكيافيلية البراجماتية سيان سواء …. حيث لا فرق بين حزب ( دكان تجاري ونادي رياضي ) وآخر ….. إلا على أساس ما في العقد من براجماة منافع ذات ، ومكيافيلية تسهيلات إلتزامات وطاعات ….
حسن المياح – البصرة .

Visit the official Telegram website, choose the appropriate operating system such as Windows, macOS, Android, iOS, etc., and download the application. Enjoy seamless communication across devices with Telegram’s secure and fast messaging features, including text, voice calls, and file sharing, all backed by end-to-end encryption for enhanced privacy.