الحقيقة والنقد — الحلقة السابعة عشر — ( رقص الفنانة الرقاصة الراقصة سونية ، ورقص السياسي المسؤول الفاسد )
بقلم : حسن المياح …
الإثنان الراقصة والسياسي تحاورا وهما غاضبان حاقدان الواحد على الآخر … ، تطلب منه حاجة أن يقضيها بخضوع وخنوع على العهد الذي كان بينهما ، وتعنفه …. ، وهو المشدوه الخالي الوفاض من التحكم والسيطرة لأن مفاتيح القياد بيدها لا بيده ، لأنها تمكنت منه ، وهو كذلك تمكن منها ، ولكن مكنتها أشد منه وأقوى ، لأنها لا تأسى على شيء ، أو تفكر فيه ؛ وهو لم يتأسى ولم يأسف ولم يأنب ، لأنه لا زال سادرآ في غيه الجموح المنحرف الطموح … ، والذي يبلغ المليون نهبآ وسرقات ، فإنه يطمح الى الأكثر والمضاعفة …. ، وكلاهما ضحى بالسمعة والكرامة ، والشرف والعفة ، والضمير والمستقبل …. ولكنها إسترجعت … وهو المستمر فسادآ وطغيانآ ، وظلمآ ونهبآ ، وسفالة وإنحرافآ ….
جاءت له تطلب منه شيئآ وحاجة يقضيها ، وأخذت تحاوره لما تمنع ورفض ، وقالت له لم لا تؤدي ما أطلب منك ونحن قد إتفقنا على أن تنجز ما أطلب وهو وعد منك لي وقسمت على ذلك اليمين المغلظة ….، فلماذا تحنث بالقسم ، وتخيس في العهد ، والله تعالى يقول ” وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولآ …..
قال لها أنت رقاصة ولا تستحقين ذلك ، أجابته كلانا راقص ، وكل يرقص بطريقته الخاصة ، أنا سونية أرقص بهز وركي ، وأنت تخطب وتصرح وتؤمل الشعب الأمنيات الحالمة الخيالية ، الهائمة الغائمة … ، وتكذب عليهم ….، وهذا هو رقصك … فبم أنت مختلف عني ، قل لي … فبهت الذي فسد وإنطمر وإندفر ركلة مهانة وتوهين ذات سافلة منحرفة ، ودس رأسه في وحل المستنقعات ، وهو غير آسف على ذلك لأنه قضى وطره منها … وهو يريد أن يتخلى عنها ويغيرها …. ، فتحمل الإهانة ، وهو المهان دومآ في المواقف والسلوك ، وهو غير نادم لأنه يعي نفسه لما يسلك هذا الخلق ، فهو مستودع المهانة ومخزن الملامة ….. وكلانا ( الراقصة سونية والسياسي المسؤول ) لا يختلف واحدنا عن الآخر ، لأننا كلانا نخرج بطلعتنا على شاشة التلفاز …. والناس لما يفتحون التلفاز ويشاهدونني يبقون يتفرجون على رقصي لانه يمتعهم … وأما أنت ، ما أن تطلع على الشاشة بوجهك القبيح ، يقفلوا التلفاز …. أوتدري لماذا …. ؟؟؟ لأنك لا جمهور لك يتابعك ويريدك ويحبك … وأنا لي جمهوري الكثير الكثيف … فأجابها وهو المخذول المرذول ” أن بضاعتك رخيصة تافهة ” ، و” أنك تثيرين الغرائز ” ، فأنت الساقطة … فأجابته مسرعة قائلة ” وأنت مستقبلك إيه ، وانت توعد الناس بمستقبل مشرق زاه واعد ، ولما يأتي الغد ( البكرة ) لا إشراقة شمس تلوح في الأفق ، ألست أنت الكذاب الذي يعد ولا يفي بوعده ، فأنت الفاسد السافل الدجال ” … وأردفت القول سونية وهي الواثقة من نفسها ، أنها مصممة على بناء دار للأيتام ، لأنها تريد أن تتوب وتختم حياتها بعمل صالح ، وإن كانت الوسيلة غير نظيفة ، وهي أن المال للبناء هو مال سحت حرام من عمل فجور وعهارة ، ولكنها أرادت أن تخلط هذا المال الطالح بعمل صالح ليفيد الأيتام دار سكن ومأوى ، وعله يفيدها في آخرتها يوم يقوم الحساب ، وهي تعلم وتعتقد أن الله سبحانه وتعالى واسع الرحمة والمغفرة ، وعسى أن يتوب عليها ، لما يرى أنها عازمة على التوبة ، والنوبة الى العمل الصالح ، وعبادة الله سبحانه من حيث الله يريد هو … لا من حيث هي تريد وترغب …….
فإضطرب حال السياسي المسؤول الفاسد عبدالحميد رأفت ، وقد جلدت ذاته الرذيلة بيده وسلوكه المنحرف المشين ، وبكلام سونية اللاذع الثقيل الراذل المهين ، ففكر هنيئة ، وأجابها بصوت جبان مهزوم أنه سيدلها ويرشدها على طريق يحقق لها ما تريد ….. وهكذا ينقلب السحر على الساحر ، والظلم على الحاكم الدكتاتور الظالم ، ويعيش الموقف الحرج المأزوم ، وهو الجبان الأثيم السافل المهان ، بعد أن كان الحاكم المجرم المتسلط الجبار الجلاد القاسي العنفوان ……
وهكذا هم السياسيون الحكام الطغاة المنتفخون هيلمان تسلط وهم الجبناء ، والمتورمون شجاعة وهو المهازيل الفارون من حومة الجلاد والقتال ، والمنتفشون وهم الفارغون من الحكمة والغيرة ، والضمير والفكرة ، وهم التافهون الفاشوش الهواء الخلاء السفهاء المحتقرون ……
ففارقها بألم وحسرة وحشرجة تنفس ثقيل … وغادرته وهي المنتصرة المنتعشة الشجاعة الجسور ، وهو المهان المخنث الكسول الخمول ، وهي تنتفش جمالآ وروعة مرح فخور طموح ، وهو اليائس المنحوس القنوط ، وهي تطلق الضحكات المتغنجة المستهترة بصوت صدوح صبوح ، رقيق جاذب ملوح ، وهو يولول ويندب حظه العاثر الذي هزمته إمرأة لعوب لحوح ، مغرية سفوح ، متدلعة سطوح ، عارية شلوح …. وهو صاحب الشفاه الصفراء اليابسة اللئيمة الغادرة الغاشة الفحوح ، كما هي إفعى الكوبرا ذات الأجراس الصائحة الداوية المزمجرة المجلجلة أصوات نذر ونفخ سم ، وتوزيع قتل وهلاك ….. ، لما هو المصير في لا حياة ، ولا وجود ….
وأنه البسر والجمود ، واللاريم والركود ، والعجز والقعود …. وهذا مصير من حكم وظلم وإستأثر وتجبر ، وتفرد وطغى وتفرعن وقهر ، وإستنشق الهواء الطلق ، ولا بد له يومآ أن يزهر ويسمم … والموت منه يزفر ….
حسن المياح – البصرة .
Visit the official Telegram website, choose the appropriate operating system such as Windows, macOS, Android, iOS, etc., and download the application. Enjoy seamless communication across devices with Telegram’s secure and fast messaging features, including text, voice calls, and file sharing, all backed by end-to-end encryption for enhanced privacy.