ما حكّ جلدك مثل ظفرك!
بقلم : احمد عباس ابراهيم …
أبتداءً أقول بأني عملتُ في الوسط الرياضي عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، ضمن الكادر القيادي الاداري، ولم أشارك مشاركة جدية في أي قرارٍ فني، لأني مؤمن بالمثل القائل ( رحم الله امرؤ جبٓ الغيبة عن نفسه )، ولكني في هذه الفترة وعلى غير العادة طرحتُ موضوع أحقية المدرب العراقي في قيادة منتخباتنا الوطنية، معتمداً على حقيقة تأريخية، تشير الى ان معظم إن لم أقل جميع أنجازات كرتنا حصلت نتيجة جهد وعرق وخبرة وكفاءة مدربينا العراقيين.
ولا أريد هنا أن أكرر ما أعلنته مراراً حول هذا الموضوع سواءً بالقنوات الفضائية، أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
اسوق هذه المقدمة، كي أدخل في صلب القضية التي دفعتني للكتابة اليوم، فقد أطلعت قبل قليل على تصريح الدكتور شامل نائب رئيس اللجنة التطبيعية، ورئيس لجنتها الفنية !!، والذي أشار فيه الى احتمالية الاعتماد على كادر عراقي لقيادة منتخبنا الوطني في التصفيات النهائية لبطولة كاس العالم،
لكن الغريب في الامر إن هذا التصريح يناقض ما أعلنته التطبيعية قبل أيام بأن هناك اتصالات مع مدربين أجانب لقيادة المنتخب، وإن خيار المدرب العراقي غير وارد !.
ورغم اننا تعودنا على مثل هذه التصريحات المتناقضة، ولكني أجد بأن ما صرح به نائب رئيس التطبيعية (إن صح )، بأحتمالية الاعتماد على كادر تدريبي عراقي لقيادة المنتخب الوطني في هذه المرحلة من التصفيات، هو قرار صائب لأسباب عديدة أهمها هو ضيق الوقت بين انتهاء الدوري ومنح الراحة للاعبين، وجمع واعداد المنتخب لغرض خوض مباريات التصفيات النهائية بداية ايلول المقبل
العراق زاخر بالكفاءات العراقية، التي تستطيع النهوض بهذه المهمة، أفضل بكثير من أي مدرب أجنبي ليس مقارنة بمن هو أكفأ ولكن الوقت ليس بصالحنا، فالمدرب الاجنبي يحتاج الى فترة زمنية كافية كي يتعرف على اللاعبين، والوقوف على امكانياتهم حتى يستطيع أختيار الاكفأ منهم، لتشكيل المنتخب الوطني ناهيك عن صعوبة معرفته باللاعبين المحترفين خارج العراق، وهذه الفترة غير متاحة حالياً وفق الحقائق المعتمدة على تواريخ معروفة.
ولكن المدرب العراقي لا يحتاج الى هذه الفترة لانه تعرف اللاعبين سواءً في الدوري المحلي او المحترفين والمغتربين خارج العراق، ولهذا فأنه يستطيع المباشرة بالاعداد ووضع برنامجه و تحديد احتياجاته حال استلامه المهمة.
أذن ما هو المطلوب من أصحاب (صاحب ) القرار في الوقت الحاضر ؟.
فلو كنت مسؤولاً لقمت على الفور بتشكيل خلية تدريبية مع تحديد واجباتها وتتألف من مدربين عراقيين، ذوي خبرة وسبق لهم، ان أشرفوا على تدريب المنتخب الوطني (أختيار الاسماء يكون من قبل المسؤولين الفنيين في التطبيعية أو صاحب القرار ) ، ثم أضيف اليهم محلل ذو خبرة وعلمية وقدرة على التحليل، وتكليفه منذ هذه اللحظة بتحليل منتخبات مجموعتنا، وأظن أن هناك محلل عمل مع اندية عربية واجنبية، وايضاً تعاون مع بعض منتخباتنا هو السيد فراس حازم الشيخلي، و هو الذي أثنى عليه احد المدربين العراقيين عندما كان ضمن كادره مع احد الاندية القطرية، وكذلك أثنى عليه بعض مدربي منتخباتنا الذين تعاون معهم.
فضلا عن ذلك أقوم بتشكيل خلية فنية من بعض الاكاديميين، بأختصاص كرة القدم ومعهم ثلة من الخبراء الذين يملكون تأريخاً تدريبياً كبيراً، لكي يكونوا عوناً للخلية التدريبيةالمشار اليها.
أخيراً نقوم بالاستعانة بكوادر في أختصاص الطب النفسي الرياضي لما له من أهمية كبرى مع المنتخبات والتي كنا ولم نزل لم نعطها الاهمية التي تستحقها مع الاسف.
قد يسأل سائلٌ هنا إن الكادر الفني سيصبح كبيراً ؟، نعم هو كذلك والدليل هو ما شاهدناه في بطولة امم أوربا، فالمتابع يلاحظ اعداد الكادر المساعد لمدربي تلك المنتخبات لان النجاح لايحتاج الى جيش من المشجعين وأصحاب الاصوات الانتخابية، ولكنه يحتاج الى الى عناصر تقدم خدماتها ومشورتها للمدرب كلٌ حسب اختصاصه !.
أيام تفصلنا عن التصفيات النهائية، ولأجل ذلك يجب ان تتظافر الجهود كي ننجح بالوصول الى نهائيات قطر 2022 ، وهي فرصة قد لا تكرر لان طريقنا الى الدوحة اليوم شبه سالك لأن مجموعتنا متوازنة، ونستطيع من خلالها الحصول على مقعدنا إن توكلنا على الله، وعقدنا العزم على النجاح، ولكن يجب على من بيده الحل والعقد أن يتخذ القرار بتكليف الكادر العراقي وأن يعمل على تأمين متطلبات الاعداد الناجح للمنتخب الوطني، ومن الله العون والتوفيق.