المقالات

ثرثرة خارج مخيمات القبيلة

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لا اخبارنا تشبه اخبار الكائنات الحية التي تعيش معنا فوق سطح كوكب الأرض، ولا بوصلة الزعماء العرب ترشد سفننا التائهة في بحار التخبطات السياسية المتلاطمة بالنكبات. .
فالأخبار التي سمعناها الآن، وبعد مضي أربعة شهور على حملات الإبادة الجماعية، اخبار لا يستوعبها العقل ولا يقبلها المنطق. .
خبر غريب يتحدث عن اتفاق السيسي مع رئيس البرازيل على أهمية وقف إطلاق النار في غزة. . وخبر أكثر غرابة يتحدث عن المفاوضات السعودية الألمانية حول سبل وقف استهداف المدنيين في غزة. والى ألمانيا ذهب وزير الخارجية المصري (سماح كشري) ليشارك في مؤتمر الأمن الدولي وينعت المقاومة الفلسطينية بالارهاب. .
فالبرازيل التي تقع وراء بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) لا علاقة لها بالمخيم الفلسطيني المحترق، ولا الشعب الألماني ينتسب إلى القبائل القحطانية والعدنانية، وليست هنالك أي علاقة بين البن البرازيلي والقمح الألماني. ثم ان ألمانيا تقع في قارة أوروبية لا ترتبط بالقارة الأمريكية التي تقع فيها البرازيل. بينما ترتبط مصر بالسعودية ارتباطاً عروبيا وإسلاميا وتاريخيا ومصيريا وجغرافياً ناهيك عن القواسم المشتركة الأخرى، وبيدها الحلول الفورية لوقف إطلاق النار في غزة. وبالتالي فان التفاوض مع ألمانيا والبرازيل حول شؤون القبائل العربية إن لم يكن مضيعة للوقت فهو تسفيه لعقول الناس وتشتيت لأذهانهم. سيما ان العلاقة بين مصر ودولة القطعان سمن على عسل، والعلاقة بين تل ابيب والرياض لا تخطؤها العين، وان البلدين (مصر والسعودية) من البلدان التي لها ثقلها الكبير في الميزان العروبي والإسلامي، ولا يبعدان عن غزة سوى بضعة أمتار. فليس من المنطق ان يذهب ملك الأردن للتفاوض مع كولمبيا أو مع إندونيسيا حول السبل الكفيلة بوقف الغارات الصاروخيّة على غزة، وهو الذي يشن غاراته على القرى السوري لمنع تهريب السلاح إلى رجال المقاومة. .
ينبغي ان تكون للدول العربية المحيطة بغزة كلمتها القوية منذ اليوم الأول لنشوب المعارك. لكن الأغرب من ذلك كله هو السبات والنوم العميق الذي تغط به السلطة الفلسطنية وهي ترى المجازر اليومية المتكررة من دون ان تنبس ببنت شفة. .
كلمة أخيرة: ان فلسطين وديعة الأنبياء عندكم. وامانةٌ في ذمتكم. وعهدٌ في اعناقكم. فلئن اخذها اليهود منكم وأنتم عصبة، أنتم إذن لخاسرون. .

د. كمال فتاح حيدر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق