“سرسرية” النهب!
بقلم الكاتب .. حسن جمعه
كلمتا “السرسري والسربوت” من الكلمات القبيحة وتستخدم في مجتمعنا العراقي لذم الأشخاص وتعتبر من اشد كلمات الهجاء والذم ولو استخدمها أي شخص ضد أي شخص اخر لقامت الدنيا ولم تقعد و لحدثت الحروب والمعارك وبالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والحقيقة فإن كلمة السرسري: (هو مراقب الأسعار في الأسواق)..والسربوت: (هم مراقبو مراقبي الأسعار).. حيث كان التجار في أيام الدولة العثمانية يغشون في البضاعة، والأوزان لزيادة الربح واستغفال السكان، وعندما علم الخليفة بالذي كان أمر بتعيين موظف اسموه (سرسري) يعمل متخفياً في كل مكان لمراقبة الاسوق والتجار وبدهاء التجار وتغلغلهم في الديوان العثماني وتنفذهم في هذا الديوان كشفوا (السراسره) قبل الأوان فرشوهم بالمال ورجع الحال كما كان. وللأسف الان عاد السرسرية وامتهنوا السياسة وتبشرنا خيرا بإتيانهم لمراقبة ما يجري على الساحة العراقية وتعديله لكنهم اصبحوا كما سرسرية الدولة العثمانية فقد اغرتهم الاموال والسلطة والحمايات والقصور فانقلبوا على الشعب وهنا لانشمل الجميع بل بعضا منهم من الفاسدين والناهبين لأموال البلد من المسؤولين والبرلمانيين فهم بتكاثر كتكاثر القطط في فصل الشتاء..فالمال يغري واصبحت قضية الوصول الى مجلس النواب عبر الترشيح بالانتخابات قضية تجارية يسيل لها اللعاب فليست هنالك أي مهنة تربح مثل ربح برلماني براتبه وسطوته واناقته خصوصا حينما بدا يلبس ربطة عنقه للمرة الاولى بعد ان ودع “قمصلته” الصوفية (الملحة ) فاحتار بطريقة ربطها فمرة نراها مائلة لليمين واخرى للشمال ومرات تخنقه لأنه يشدها كالمشنقة حول عنقه واخر رماها بعيدا فاغلبهم لا يهمهم العراق ولا شعبه بل يهمهم كم وكيف واين؟ ويتراكضون ويلهثون حين سماعهم باستثمار او صفقة ونراهم يجثمون على صدر مؤسساتنا لا للرقابة بل لتمشية ما يأتيهم بالمنفعة والنقود فهل يستطيع ذوو النفوس العفيفة اختبار السرسرية وهل سيميلون للتجار ويتركون الشعب؟ واين الشرف بذاك؟ واين الضمير والغيرة؟ واين الصلاة والصوم والمقدسات والحرام والحلال؟.. ليصح المثل الدارج “صيت الغنى ولا صيت الفكر” للأسف .