بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
مهما رفعنا عقيرتها بالصياح والنواح فلن يسمعنا أحد، ومهما تعالت صيحاتنا بالاعتراض والاحتجاج لن يعبئوا بنا، وسوف يواصلون تنفيذ مآربهم بالكيفية التي رسمتها لهم عقولهم المعطوبة.
وكلما اعترضنا على أداء مدير من مدراء المحاصصة، وطالبنا باستبداله تعاظم تمسكهم به، وصار في نظرهم هو الحصان الاسود الذي يصعب التخلي عنه. .
نحن الآن على قناعة بوجود حواجز وخنادق بيننا وبينهم، حواجز تفصلنا عنهم وتجعلنا نعيش في عزلة تامة حيث لا يسمعنا احد، ولن يستجيب لنداءاتنا أحد. .
تحدثنا معهم بعشرات الكتب الرسمية حول السبل الوطنية الذكية الكفيلة بتنفيذ مشروع ميناء الفاو، وعقدنا عشرات المؤتمرات والحلقات النقاشية فرفضوا الحضور والمشاركة، واصدرنا سلسلة من التوصيات لكنها أخذت طريقها الى سلة المهملات. ثم توجهنا نحو تشخيص الهفوات ورصد الخروقات، وحذرناهم مرارا وتكرارا من مخاطر الجنوح نحو المسارات المنحرفة، فتوجهوا نحوها مسرعين مهرولين، فجازفوا بمستقبلنا ومستقبل الاجيال القادمة. .
طلبنا منهم الاستعانة بالخبراء فاستعانوا بالغمان والاغبياء وانصاف المتعلمين. النصح غير ذي جدوى مع هؤلاء، فعنادهم نهرٌ جارف لا تقوى السدود جميعها على تغيير مساره. .
