بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اخشى ان يتفق الكبار على تقسيم البلدان والاستيلاء على ثرواتها. فتأخذ أمريكا غرينلاند، وتأخد روسيا القرم، وتأخد أمريكا قناة بنما وتأخد روسيا القطب الشمالي كله، وتأخذ الصين جزيرة تايوان، وتعود فرنسا إلى مستعمراتها الإفريقية القديمة. .
هل لاحظتم تطابق وجهات النظر بين بوتين وترامب، كلاهما قالا عن زيلينسكي: (انه زعيم غير شرعي ولا يفهم في السياسة). .
تحتل روسيا الآن 19.2% من أوكرانيا، وعدد ضحاياها 800 ألف قتيل، واختفى أكثر من نصف دباباتها البالغ عددها 7300 دبابة، ويتعذر تجديد 500 دبابة معطوبة، وخسرت في العام الماضي ضعف عدد أنظمة المدفعية التي خسرتها في العامين السابقين. وتسببت مشاريع إعادة تخصيص الموارد إلى زيادة التضخم المزدوج. ومع ذلك هرع ترامب لنصرة بوتين، وسمح لقواعده بمواصلة عملها في سوريا، التي ضاعت وانتهى أمرها ولم تعد مثلما كانت عليه في الأشهر الاولى من عام 2025. . سوريا الآن باتت مقسمة ومجزئة في البر والبحر باشراف هيئة تقسيم الشام. .
يفكر ترامب خارج الصندوق واحيانا من غير صندوق لإفراغ القطاع الممزق إلى كازينوهات ورفيرات. .
اما على صعيد القارة العجوز وبسبب التقارب بين بوتين وترامب فقد اصبحت القوة الأوروبية عارية أمام روسيا. ومن المرجح قيامها بهجوم يطال الجميع لتثبيت قوتها أمام الغرب وسط تخلي أمريكي واضح عن أوكرانيا. وربما اتفق الروس والأمريكان على امتلاك حقوق التعدين في أوكرانيا، ونهب ثرواتها المعدنية النادرة. .
ومن خارج المشهد الأوروبي تقف اليابان حائرة لأنها سوف تدفع ثمن دخولها في حرب لا علاقة لها بها، فقد تورطت لارضاء الغرب. فبعد اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية خضعت اليابان للضغوطات الغربية، وفرضت عقوبات اقتصادية عديدة على روسيا، وصلت حتى لبنات بوتين شخصيا. حينها ردت روسيا بوضع رئيس وزراء اليابان ووزير الخارجية على قائمة الممنوعين من دخول اراضيها، كما علقت المفاوضات على ملفات استراتيجية تهم اليابان. .
اما بشأن الحكم الجديد في سوريا فقد دفعت المخاوف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إيفاد سكرتيره العسكري إلى روسيا، بهدف مناقشة ضمان استمرار وجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وفقا لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية. .
العالم كله يغلي في قدور ومراجل تحت ضغوطات غير مألوفة وغير مسبوقة. وهنالك براكين توحي بما لا يُحمد عقباه. .
