بقلم: حيدر خليل ..
الاختلاف سنة من سنن الطبيعة، فكل شيء مختلف حتى الجماد والاشجار تختلف فيما بينها حسب طبيعتها .
كذلك الانسان يختلف في الجنس واللون والشكل هذا على المستوى المادي الطبيعي .
أما على مستوى التفكير وطريقة التفكير بين البشر أيضاً توجد اختلافات ولاسباب كثيرة منها جغرافية وتاريخية وثقافية .
في العمل السياسي والحزبي يوجد خصوم ومنافسين، وكل حزب له جمهوره ومؤيدوه، كما له ايدولوجيته ورؤيته في إدارة اعماله واموره، والا لو كانت جميع الأحزاب على طريقة تفكير واحدة ونفس الرؤية لانتفت الحاجة لأي حزب، كما ليس هناك حاجة للفلسفة السياسية ولا للحديث حول أشكال والنظم السياسية .
لابد من فهم العمل السياسي في النظام الديمقراطي خصوصا أن هناك شركاء واحزاب تختلف معي في الرؤية وتفسير الأحداث كلٌ حسب رؤيته وطريقة تفكيره، لا أن نتعامل كالاباطرة والفاشية كما علينا ترك لغة التعالي، وأن من لا يوافقنا هو عدوٍ لنا!، هذا منطق الجهل والتخلف، أما المنطق الصحيح هو لنا رؤيتنا ولكم الحق في طرح رؤاكم .
أن من أهم اسباب سقوط الأنظمة الديكتاتورية هو عدم فهمهم للاختلاف، وعدم قبولهم لأي مختلف معهم، ويعتقدون أن كل من يخالفهم هو متآمر وانقلابي وخائن .
هذه القوانة المشروخة التي لا تنتهي للأسف عند الحزب الديمقراطي عند كل اختلاف لهم مع شركاءهم يستخدمون هذه الالفاظ ويتلاعبون بها كيفما شاؤوا .
البيان الأخير للحزب الديمقراطي حول قرارات اللجنة المالية البرلمانية كان بيانا مستفزا غير مسؤول، اعادة وتكرار هذه الالفاظ كالخيانة والتآمر هي لتشويه الصورة على الشارع الكوردي، ولكي لا يطّلع الشارع الكوردي على الحقيقة، وكيف أن الحزب الديمقراطي يرفض إعادة الرواتب المستقطعة من موظفي الاقليم .
كما يجب على الحزب الديمقراطي أن يفهموا أن العالم تغير والحقيقة لا يمكن لويها والتلاعب بها، وكلٌ يستطيع بضغطة زر الاطلاع على كل ما يجري دون انتظار البيانات الفارغة المليئة بالفاظ القرون الوسطى والعقلية الرجعية.
والبيان دليل على أنهم يعيشون أزمة مع مفهوم التعايش السلمي مع الآخر المختلف معهم فلغة التعالي ومنطق التخلف غلب تبيان حقيقة ما يجري .
طبعا مفهوم الخيانة عندهم هو كما ذكرنا أن من يختلف معهم هو خائن، الاتحاد الوطني الكوردستاني قدم الالاف من خيرة الشباب والقادة في مواجهة الديكتاتورية، وفي سبيل المطالبة بحقوق الشعب الكوردي والشعب العراقي عامة، هل تستطيع أن تنكر هذا التاريخ النضالي المشرف!؟ .
