من يسترجع المال من الجِمال ؟
بقلم الكاتب .. حسن جمعة
…
عودنا البعض على السرقة والنهب حتى بتنا في غفلة تامة عن كمية الاموال المسروقة من جيوبنا وما عدنا نستطيع حساب الارقام لكثرتها ولبلوغها سقفا لا تستطيع رقابنا ان تحمل رؤوسنا للنظر الى اهرام ومرتفعات الفساد .
تريليونات وان شئت ان تضع الاصفار ذات اليمين وذات الشمال فلا فرق في ذلك لأن اللص الماهر افضل حظا في حساب السرقات ، لصٌ ضمن عدد من اللصوص المحترفين ولكن هل من يسأل: كيف نعيد كل تلك الاموال الضائعة؟.. من يرجع لنا حقنا من اللص؟ حتى وان كان عبارة عن نتفة بسيطة منها؟ جملنا يأكل ويلتهم الاموال وهو ليس ذات الجمل القديم الذي يحمل أكياس الذهب ويأكل العاقول.. جملنا اليوم يقرأ ويكتب وينام ويمارس المتع بكل اصنافها وما من محاسب او ضابط اخلاقي او اجتماعي وكأن البلد بلا راعٍ ولا حكيم . لا مستقبل ولا لمحة امل ولا بارقة ضوء في نهاية النفق .. حياتنا عبارة عن انفاق ومتاهات بلا شواخص ولدنا عميانا وعشنا بلا بصر وسنموت ولم نعلم من اكل حقوقنا ولكنه عاش سليما معافى بلا مرض وبلا حساب !..نرى القوافل وهي تسرق اموالنا وذهبنا وتراثنا ولا نمتلك من الامر شيئا فان تفوهت بكلمة قالوا عنك ارهابي او هناك جهة خارجية تحرضك على ذلك وإن سكتنا أماتنا الغيظ وملأ قلوبنا الألم والحسرة!! .
السارق تُقبَل اياديه والمواطن تقطع اياديه!.. السارق تُرفَع صورته والمواطن يبصق عليها!.. المواطن هو الكائن الذي يهان وتداس كرامته كل يوم وممنوع من الكلام او الاحساس على المواطن ان يقبر افكاره وطموحاته وان يعبد السياسي ويقبل قبله ودبره ليكون مواطنا صالحا امينا ويرضى عنه ولي النعم وصاحب البركات .
الا تعسا لكم ايها النكرات الا أن ساعتكم قريبة ونهايتكم قادمة وهي اسرع من لمح البصر .