بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
أثيرت منذ مدة تساؤلات كثيرة حول مصير ميناء الفاو، ثم جاءت تصريحات مدير الموانئ لترسم صورة مشوشة عن الميناء، فالرجل كان يتحدث في لقاء متلفز بمنتهى الصراحة والوضوع عن رفضه لكل العروض السخية التي قدمتها له الصين على طبق من البورسلين المرصع بالمرجان، معترضاً على أداء الشركات الصينية، زاعماً انها وهمية وقليلة الخبرة ودون المستوى، رغم انها نفذت عشرات المشاريع المينائية حول العالم. .
وزاعماً ايضا ان الكويت حولت مينائها في جزيرة بوبيان (ميناء مبارك) الى محطة لتحلية مياه البحر، في حين لم تطلق الكويت اي تصريح من هذا العيار حتى الآن. .
لكن الاغرب من هذا كله انه أشار اكثر من مرة في تصريحاته الأخيرة الى رفضه لعروض الحكومة الصينية، التي قال عنها: انها أبدت استعدادها لتنفيذ المشاريع المينائية الخمسة على نفقتها الخاصة، حتى لو كلفها ذلك خمسة مليارات دولار، لكنه رفض تلك العروض بحسب تصريحاته الأخيرة، معبراً عن توقعاته بتلقي عروض مغرية ستأتيه من كوكب عطارد على متن أول المكوكات الفضائية العائدة الى الأرض. .
لا نريد الخوض في هذه التفاصيل التي اصابتنا بالقلق والغثيان، لكننا نتساءل عن أسباب غياب دور وزارة النقل، أيعقل أنها لم تسمع بنظريات مديرها حتى الآن ؟، ونتساءل عن غياب دور وزارات التخطيط والاسكان والاعمار والمالية، وغياب دور المجلس الوزاري الاقتصادي ؟، أيعقل ان مدير الموانئ بات هو الذي يمتلك الصلاحيات المطلقة في التحكم بمستقبلنا كيفما يشاء ؟. أيعقل ان مشاريعنا الوطنية الاستراتيجية صارت بيد رجل لم يسبق له العمل يوما واحدا في الموانئ ؟. .
