المقالات

من أياد السماوي إلى مجلس الأمّة الكويتي ..

بقلم أياد السماوي ..

باديء ذي بدء اسأل تعالى أن يجنّب البلدين الشقيقين العراق والكويت ما لا يحمد عقباه ، ويأخذ بيد عقلاءهم لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين بعيدا عن تنطعات المتنطعين واستفزازات المستّفزين .. وقبل أن نغوص في أسباب ومسببات الأزمة التي نتجت عن قرار المحكمة الاتحادية العليا في العراق ، القاضي بعدم دستورية القانون رقم ٤٢ الخاص باتفاقية خور عبد الله ، لا بدّ لنا أولا من الرّد على النائب عبد الكريم الكندري الذي أساء للعراق وشعبه بتصريحاته عن المليارات المزعومة التي تحدّث عنها والتي لم تنفع مع العراقيين ..
أولا – أنّ قرار المحكمة الاتحادية العليا في العراق بالحكم بعدم دستورية قانون تصديق اتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله والذي صوّت عليه البرلمان العراقي عام ٢٠١٣ ، إنما جاء موافقا للدستور العراقي كما نصّت على ذلك المادة ٦١ / رابعا من الدستور ، ولا غبار أبدا على صحّة قرار المحكمة أبدا ..
ثانيا – قول النائب عبد الكريم الكندري أنّ هذه المحكمة سبق لها أن صادقت على هذه الاتفاقية وتراجعت عنها بعد ذلك وهذا ينمّ عن سوء نيّة مبيّتة عند العراقيين ، فهو بالتأكيد ينمّ عن جهل بالقانون العراقي ، فالنظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العليا رقم ١ لسنة ٢٠٢٢ قد أجاز لهذه المحكمة في المادة ٤٥ منه أنّ ( للمحكمة وعند الضرورة وكلّما اقتضت المصلحة الدستورية والعامة ، أن تعدل عن مبدأ سابق أقرّته في إحدى قراراتها ) ، فإذا كانت المحكمة السابقة قد اخطأت في حكم ما ، فالنظام الداخلي الجديد للمحكمة الحالية يجيز لها التراجع عن أي قرار أو حكم سابق صدر خلافا للدستور ..
ثالثا – ما هي مصلحة الجارة الكويت أن تقضم أراض هي بالأمس القريب تابعة للعراق وتحت السيادة العراقية ؟ فهل يوجد كويتي واحد أو عراقي واحد لا يعرف أنّ حدود دولة الكويت البريّة مع العراق حتى منتصف الستينات من القرن الماضي كانت عند المطلاع ؟ وهل يوجد كويتي واحد وعراقي واحد لا يعرف أنّ خور عبد الله بالكامل كان تابعا للسيادة العراقية ؟ وإذا كان للكويت شراكة في خور عبد الله فلماذا لم تدافع عنه عندما احتلت إيران الفاو عام ١٩٨٦ وأصبح تحت السيطرة الإيرانية ؟ ..
رابعا – ما هي مصلحة الكويت حكومة وشعبا ومجلس أمة أن يساء للعراق الشقيق ولشعبه تحت مرأى ومسمع الحكومة ومجلس الأمة كما فعل النائب عبد الكريم الكندري ؟ وأي مليارات هذه التي دفعتها الكويت للعراقيين ولم تنفع معهم ؟ فإذا كان النائب الكندري يقصد المليارات التي منحتها الكويت لصدام خلال حربه مع إيران ؟ فلعمري أنّ عار هذه المليارات هو على الكويتيين وليس العراقيين ..
خامسا – وإذا كان النائب الكندري يقصد بهذه المليارات أنّها دفعت لأشخاص ومسؤولين في النظام الحالي ؟ ليفصح عن أسمائهم إن كان صادقا في إدعائه..
سادسا – فإذا أرادت دولة الكويت الشقيقة العيش مع جارها الشمالي العراق بأمن وسلام وعلاقات جيرة حسنة ، فلا تستقوي بقرارات مجلس الأمن الظالمة على العراق .. فقدر الكويت أن يكون العراق جارها الشمالي ، وعليها التعايش مع هذه الحقيقة الجغرافية ..
مرًة أخرى نتمنى على الكويت حكومة و شعبا وبرلمانا أن لا يسمحوا للمسيئين أن يسيئوا للعراق وشعبه حفاظًا على علاقات الأخوة والجيرة والتاريخ المشترك ، وليكن المستقبل هو هدفنا والماضي وراء ظهورنا .. ولا ينسى الأخوة الكويتيين أنّهم تحت العراق جغرافيا ..
أياد السماوي
في ٨ / ٩ / ٢٠٢٣

اياد السماوي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق