الجنرال قاآني في لقاء له مع القوى الشيعية في بغداد: الحشد الشعبي، هو حشد مرجعية النجف لا غيرها، والكاظمي ليس خياراً إيرانياً!
تشير معلومات متداولة، أن رئيس ( فيلق القدس ) في قوات الحرس الثوري الإيراني الجنرال اسماعيل قاآني كان ضمن الفريق الإيراني الرسمي الذي زار بغداد مؤخراً بعلم الحكومة العراقية وموافقتها، وأن الوفد التقى بشكل رسمي الحكومة واطرافاً سياسية.
وتكشف المعلومات أن ” الزيارة التي استمرّت ليومين، والتي اشترك فيها قاآني، هي الثانية للرجل منذ تعيينه في هذا المنصب، لكنها لم تكن زيارة استثنائيّة؛ بل كانت هادئة وأقرب لأن تكون «تأكيد المؤكّد»، والاستماع إلى هواجس الحلفاء والتخفيف منها”.
وتشير المعلومات أن ” قاآني التقى بمسؤولي البيت السياسي الشيعي، حيث استمع إلى وجهة نظرهم إزاء الأداء الإيراني في العراق، لكنّه وفي لقائه مع قادة هيئة الحشد الشعبي أجاب على أكثر الأسئلة «إشكاليّة»: ماذا تريد طهران من «الحشد» تحديداً؟ وخصوصاً بُعيد الاتهامات التي وجّهت إلى قيادة «القدس» بأنها تسعى لأن يكون «الحشد»: «حشداً ولائياً / إيرانيّاً.
في لقائه مع قيادة «الحشد»، أكّد قاآني أن “الحشد حشدٌ عراقي”، مكرّراً ما قاله في زيارته الأولى. لم يصعّد أبداً بل دعا إلى الهدوء وحل المعضلات بعقل بارد، مشدّداً – غير مرّة – على أن الحشد هو حشد المرجعية الدينية العليا، وأن طهران تدعم هذا «الحشد» وترفض أن تزجّ بنفسها في الخلافات الداخليّة، بل تسعى إلى تقريب وجهات النظر إن طُلب منها ذلك.
حديث قاآني «المعنوي»، ومن ضمنه تأكيده على دور «الحشد» البطولي لم يخلُ من التطرّق أيضاً إلى المشهد السياسي، والتأكيد مرّة أخرى على رفض إيران التدخّل بأي شكل من الأشكال في الشؤون العراقيّة كما كان سابقاً، مستشهداً بالقول إن «رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ليس خياراً إيرانياً ولم تفرضه طهران على حلفائها العراقيين. إنما هو خيار عراقي اختارته القوى السياسية العراقية، وهي من تتحمّل مسؤولية ذلك»، مضيفاً أن «نجاحه سيصبّ حتماً في مصلحة البلدين، وإن فشل لاسمح الله فسيكون لفشله نتائج عكسيّة».
هذا الموقف الإيراني الجديد، يعكس بشكل جلي أن الأمور تتجه الى أن يكون العراق بعيداً عن الأنخراط في أي محور سياسي أو دولي، ويعكس التفهم الجديد من الجانب الايراني لطبيعة التحولات الداخلية في العراق، والرغبة المُلحة من الجماهير العراقية اولاً في بناء علاقات ستراتيجية متوازنة مع ايران، قائمة على الندية والمعاملة بالمثل، كما ترغب ذات الجماهير ان تكون لها علاقات مماثلة مع كل المحيط بلا تردد او تحفظ او فيتو خارجي يأتي من هنا أو هناك.