*صدام وميتران وماكرون ولبنان*
محسن الشمري
الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ليلة١٥كانون الثاني ١٩٩١ الساعة التاسعة مساءا(وقبل ثلاثة ساعات انتهاء مهلة مجلس الامن الدولي لانهاء غزو الكويت وفق القرار٦٨٧) وجه خطاب مباشر الى الرئيس العراقي صدام حسين وقال له:اخرج واعلن الانسحاب الفوري غير المشروط وتجدني في بغداد قبل منتصف هذا الليلة لانقاذ العراق والمنطقة من مستقبل مجهول.
اليوم يتكرر المشهد في لبنان ومن نفس المصدر(فرنسا) وبنفس المستوى (الرئيس ماكرون) ومازال لدى اللبنانيين وقت وان كان قصير للاقتراب اكثر من بر الامان والنموذج اللبناني بعد احتلال العراق ٢٠٠٣ تم توسيعه ونقله الى خارج حدود لبنان فمساعيي (انذار)الرئيس ماكرون للبنان يتردد صداه في العراق منذ١٩٩١ ونتائج عدم سماعه لحد الان تراجع شامل في كل شئ وبالذات في الاخلاق عند الطبقة الحاكمة.
ان ثمن مواجهة المجتمع الدولي لا تتحمله كل دول المنطقة مجتمعة فكيف تتحمله دولة واحدة لوحدها وفِي العراق خير مثال فتحولنا من الشمولية الفردية الى الشمولية الجماعية والخراب والدمار في كل متر من ارض تفوح خيرات وثروات.
الشموليون الجُدد كاسلافهم الغابرين؛لن يصنعوا دولة، وتبقى مناهجهم وافعالهم تدور حول قطب غير منتج وهدام،فيجعلونه معول لتمزيق الوطن والمقامرة بارواح المواطنين وبناء امجاد شخصية على حساب المساواة والعدالة وإن اختلفت مشاربها من شيوعية او قومية أو دينية
الولايات المتحدة الامريكية تقود المجتمع الدولي من استراليا ونيوزلندا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وهونغ كونغ وسنغافورة مرورا باسيا واوربا وافريقيا وامريكا الجنوبية وانتهاءا بكندا والمكسيك واستمرار الشموليين بسب السائق واستخدام مشاعر شعوبهم ضده وترك النظام العالمي ومن يركبه جزء من ثقافة الشخصنة الشرقية التي يتغذى منها ويعتاش عليها الشموليون الجُدد.
المراهنة على الصين التي مهما تقدمت تبقى تأن تحت المليار ونصف صيني وكذلك روسيا التي تتصدر الجغرافيا عالمياً فكلا الدولتين الكبيرتين جدا لا تستطيعان؛وفق معطيات الحاضر والماضي القريب والسحيق؛ الاستمرار والمطاولة في مواقفها مع أي دولة والمشكلة الاساسية في شخصية الصيني والروسي التي ترتكز على الانطواء في معالجة مشاكلهما او التمدد بعقلية الاذعان مع باقي الشعوب والدول وعدم الاعتراف بالشراكة الحقيقية.
كوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية وايران وتركيا لم وَلَن تحصل على شئ استراتيجي ايجابي من الحلفاء الشموليون المنتصرون في الحرب العالمية الثانية(روسيا والصين) حتى وان استخدمتا حق النقص(الفيتو) عشرة مرات في اليوم الواحد ضد المجتمع الدولي.