ماذا بعد اللقاء التاريخي بين ترامب والكاظمي.. ثلاثة سيناريوهات تنتظر العراق أحلاها مرً كالحنظل !

شبكة انباء العراق
لن يكون اللقاء المُرتقب بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، الذي لا تفصله عن الانتخابات الرئاسية سوى شهور قليلة، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يُحضر هو الأخر لانتخابات مُبكرة في البلاد، لقاءً عاديًا، أو بروتكوليًا مليئًا بالمجاملات وتبادل الثناء والحديث الدبلوماسي، فالملفات التي يحملها الطرفان لا تسمح بأن يمضي اللقاء الى سجل ارشيف زوار البيت الأبيض بسلام، وينام في اروقته بهدوء، فهذان الرجلان يحملان الآن ملفات مهمة، وازاء كل منهما إستحقاق شامل ومصيري، قد يحددان معه مصيرهما السياسي، ومصير العراق برمته بالدرجة الأساس، لذا نعتقد ان مخرجات الزيارة التاريخية للكاظمي ستكون عبر ثلاثة سيناريوهات مرًة ليس فيها حلو :
السيناريو الأول : أن تنتهي الزيارة بدون اتفاق واضح وصريح حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق، ولن يحصل الكاظمي على وعد واضح بجدولة الانسحاب السريع الذي تريده قوى “المقاومة” المرتبطة بشكل وبأخر مع ايران، وبالتالي سيكون الرجل امام غضب هذا المحور، ولربما سيقوض هذا الحلف السياسي الداعم الآن لحكومته مهامها، وستنتهي مسيرتها عند نقطة معينة.
السيناريو الثاني : ستنتهي الزيارة بعقد اتفاق سياسي وأمني مع الولايات المتحدة الامريكية، وتعهد الكاظمي بضمان بقاء العراق في المحور الامريكي، مما يعني أن الرجل سيعود للإنقلاب على حلفائه ومن أوصلوه للمنصب، وهذا سيناريو من شأنه لو حصل ان يقسم البلاد، ويدخلها في دوامة عنف رهيبة.
السيناريو الثالث: أن يعود الكاظمي دون ان يتخلى عن حلفائه، ويدخل في صِدام مع الولايات المتحدة الامريكية، وبذا سيكون الكاظمي قد خسر جبهة واسعة تسانده، وهذا السيناريو ايضاً ولو أنه مستعبد، لكنه وارد ايضاً، وسيكون هذا بمثابة إنتحار سياسي مبكر لرجل أُريد له ان يكون بيضة القبان في توازن العلاقات العراقية – الامريكية من جهة، والحد من النفوذ الامريكي المتنامي.
ان قراءة بسيطة لمعطيات الزيارة، سنجد أنها ستكون حاسمة، ولن تقبل القسمة على اثنين، خصوصًا مع أضطرار رئيس فيلق القدس الايراني، الجنرال اسماعيل قاآني للحضور الى بغداد شخصياً، لإبلاغ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي رسالة وصفها سياسي مقرب من الأروقة الايرانية، بأنها ” ناعمة”، لكن يبدو أن الرسائل الناعمة، لا يحتمل ان تُقرأ من وجهين، وأنها حاسمة اكثر واشد من الرسائل الخشنة، لاسيما مع تنامي الرغبة الايرانية في حسم الصراع في العراق، والذي يشهد في جبهته الداخلية تحولاً دراماتكياً حول النفوذ الايراني في البلاد، وتغييرًا في التعاطي الشعبي في مناطق هذا النفود، مما قد يدفع بالإيرانيين الى سيناريوهات حاسمة.