المقالات

هل ستصبح ( الصوفية ) بديلاً عن “الراديكالية الشيعية ” في العراق؟

بقلم : د. سمير عبيد ..

اولا :
قبل يومين نشرت مقالاً وقلت فيه ستلحقهُ مقالات تكميلية . و أكدتُ من خلاله ان التغيير القادم في العراق هو تغيير “سياسي واقتصادي وديني وثقافي وبقرار من المجتمع الدولي هذه المرة .وعندما نقول تغيير”ديني “هذا لا يعني ان التغيير القادم سيحول المسلمين في العراق إلى يهود ولن يحولهم إلى بوذيين . وكذلك لن يحول شيعة العراق إلى سنة أو إلى هندوس !) فالقصد ليس كذلك .بل سوف يوقف الراديكالية الإسلامية السياسية التي شاركت احزاب السلطة في الحكم والنظام والقرار والإدارة ل 21 عاماً فحولت العراق إلى اضعف وأفقر دولة في المنطقة وحولت الشعب العراقي إلى من شعب اصاله إلى شعب خدمات، وشعب غارق في البطالة والخرافة والجهل والمخدرات ولأول مرة في تاريخه .وهو البلد المعروف تاريخيا بالقوة والعلوم والثقافة والشموخ والثروات والتأثير في المنطقة والاقليم. ومارسوا الثيوقراطية والإقطاعية السياسية وسرقة الدولة وأصولها بإسم الديموقراطية التي هم ألد اعدائها ” فضاعت ٢١ سنة بدون اي منجز ديموقراطي او مؤسساتي أو تنموي ” فصارت هذه الطبقة السياسية ( الثنائية الدينية والسياسية ) خطرا على العراق وعلى مصالح الدول الكبرى، وخطرا على مصالح العالم، وحجر عثرة في طريق التحول العالمي من حالة إلى حالة أخرى. فقرر المجتمع الدولي ايقافها وانهاء حقبتها في العراق !
ثانيا :
١-والحقيقة ليس فقط الإسلام السياسي وحركاته السياسية الراديكالية سوف تنتهي في العراق واسوة بنهاية احزاب وحركات الإسلام السياسي في مصر ودول المغرب العربي . بل ستنتهي سطوة ونفوذ وتأثير ( المرجعيات الدينية ) في العراق. وخصوصا عندما احرقت تلك المرجعيات نفسها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها عندما تشاركت مع احزاب وحركات الإسلام السياسي في الحكم ” من خلال دعمها لقائمتي 555 و169 وهما القائمتان الخطرتان في تاريخ العراق الحديث لأنهما قاعدة بناء العملية السياسية والنظام السياسي النشاز مابعد عام ٢٠٠٣ وحتى الآن .والذي هو بناء مشوه وخطير وغير صالح للشعب والدولة. لانه نظام طائفي تفتيتي فئوي اضر بالاسلام والتشيع والمجتمع والاسرة وقدم خدمات كبرى إلى مشروع الصهيوني برنارد لويس .فحولوا العراق إلى افشل دولة وأفسد دولة في العالم حسب التقارير العالمية وتقرير منظمة الشفافية العالمية والمنظمات الاممية .
ثالثا :
ونستطيع القول ان الولايات المتحدة والغرب نجحوا في مخطط كشف نوايا واهداف وكينونة قادة ومؤسسي حركات واحزاب الإسلامي الذين سقطوا في الامتحان هم وحلفاءهم من السنة والأكراد . فكرههم الشعب العراقي وبات لا يثق ب ٩٠٪؜ منهم. وكذلك كشفت ( معظم ) المرجعيات الدينية وسقطت هي الأخرى بنظر الشعب وبنسبة ٨٠٪؜ منها. وخصوصا التي شاركت الساسة والأحزاب والحركات في نهب العراق وفي افشال الدولة العراقية، وممارسة الظلم والطغيان ونشر الجهل والخرافة وتفتيت الشعب والأسرة وضياع الطفولة والشباب والمواطن العراقي ومحاربة العروبة ومحاربة الوحدة الوطنية .
رابعا:-
١-من هنا سيكون البديل عن تلك المرجعيات الدينية في العراق هي ( الحالة الصوفية ) المؤمنة بالسلام وبمدرسة الامام علي عليه السلام واهل البيت عليهم السلام . ولقد أصبحت جاهزة ايضا لتباشر بعد التغيير كونها ( ترفع راية السلام، وترفع راية احترام حقوق الإنسان، وترفع نهج اهل البيت قولا وفعلا ) ولها دعم كبير من قبل المجتمع الدولي. وسوف تنجح نجاحا كبيرا في العراق كونه بالأصل شعب وسطي ومثقف وميال إلى الممارسات المعتدلة وهو نهج الصوفية
٢-وهي لن تلتقي مع ( الديانة الإبراهيمية ) فالأخيرة بدعة سياسية . اما الصوفية فكر فلسفي وديني قديم جدا ملاصقه بمدرسة اهل البيت عليهم السلام . .. وان المجتمع الدولي وضع شروطا صارمه حيث لا يجوز تسلل حزب البعث والبعثيين للحركة الصوفية .وغير مسموح إلى الحركة القادرية والحركة النقشبندية من التسلل إلى المشروع الصوفي في العراق. فأن صح التعبير سوف يكون في العراق مشروع اصولي يعيد الممارسات الصوفية في العراق والتي لا تؤمن بالصنمية الجديدة وتقديس الأفراد ، بل تؤمن بالسلام والدولة المدنية واحترام حقوق الإنسان ،وعدم امتهان السياسة .
ملاحظة :- إلى اللقاء في مقالات لاحقة وذات صلة !
سمير عبيد
٢٣ حزيران ٢٠٢٤

سمير عبيد

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق