الاخبارالمقالات

منظمة مقرها الكويت تلفظ أنفاسها

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

إلحاقا بمقالتنا السابقة التي كانت بعنوان: (منظمة بحرية إقليمية تلفظ أنفاسها)، اسمحوا لنا هذه المرة بمناشدة بطل الإصلاح. سمو أمير دولة الكويت: (الشيخ مشعل الأحمد) حفظه الله. آملين شمول المنظمة البحرية الإقليمية لحماية البيئة بحملة الإصلاح التي يقودها الأمير بنفسه. وذلك لعدة أسباب. نذكر منها: ان دولة الكويت هي المؤسس الأول والرئيس لهذا المنظمة. وانها دولة المقر، ولولا جهود سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله، ومثابرة الدكتور عبدالرحمن العوضي رحمهم الله بواسع رحمته لما استطاعت المنظمة ان تقف على أقدامها، وتنهض بالمهام الإقليمية المنوطة بها في حوض الخليج العربي وخليج عمان. فقد عملوا ولسنوات طوال في دعمها وتوفير مستلزمات نجاحها، وربط مصيرها بدول المنطقة، وكان لهم الفضل الأكبر في خوض المناقشات على مدى خمسة أعوام، أمضاها الدكتور العوضي في التحاور مع المنظمات الدولية، وفي التنقل بين العواصم حاملا رسالة الكويت وتطلعاتها المستقبلية نحو ارساء القواعد البيئية الصحيحة لحماية مسطحاتنا البحرية من التلوث النفطي. فتكللت جهودهم الخيرّة بجمع دول المنطقة على رأي واحد، والخروج باتفاق عملي يحقق أمنيات جميع الأطراف. .
اما الآن وبعدما اصيبت هذه المنظمة بالضعف والوهن والتقصير. فهل باتت الكويت مستعدة للتضحية بهذا الصرح الكبير ؟. وهل تذهب جهود الأولين هباءً بين ليلة وضحاها ؟. .


نحن على يقين تام ان القيادة الكويتية الرشيدة لن تتخلى عن رؤيتها الثاقبة نحو المحافظة على البيئة البحرية، وذلك إيمانا منها بأنها هي المستقبل، وهي الرصيد المضمون للأجيال القادمة. .
لدينا الآن سواحل مشتركة ومترامية الأطراف في أماكن متفرقة من الخليج. وبالتالي فان أي كارثة بيئية قد تحدث في العراق أو في سواحل دولة قطر سوف تنعكس سلبا على سواحل الكويت أو سواحل البحرين، وربما تتمدد وتتوسع حتى تصل إلى رأس مسندم في سلطنة عمان. فهل نغض الطرف عن إخفاقات هذه المنظمة في الآونة الأخيرة ؟. وهل نتجاهلها ونترك الحبل على الغارب، وندعها تتهاوى أمام أنظارنا بسبب اخطاء ارتكبها فلان أو فلان من الذين لم يكونوا أهلاً للثقة في تحمل المسؤوليات الملقاة على كاهلهم ؟. وهل نسمح لفيروسات البيروقراطية بالقضاء على آمالنا ؟. .
في الختام لابد من طرح التساؤلات التالية: ما الذي استفادته دولة الكويت من الأداء الضعيف لهذه المنظمة، المدجنة حالياً بطواقم أجنبية في ظل التهميش المقصود لكوادر الدول الأعضاء ؟. ولماذا منحت قيادة المنظمة ثقتها للأجانب واصرت على استبعاد كوادر الدول الأعضاء ؟. .
من هنا نهيب بسمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله بضرورة العناية بهذه المنظمة وإصلاح شأنها، والسعي لإنعاشها لكي تستعيد عافيتها وتعود إلى نشاطاتها القديمة. .
والله من وراء القصد. .

د. كمال فتاح حيدر

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق