المقالات

الراقصة والسياسي بنسخته العراقية

بقلم : محمد الساعدي ..

قد يبدو للوهلة الاولى ان العلاقة بين السياسة والدعارة بعيدة، لكنها فى الحقيقة قريبة لدرجة التداخل ، فقد سجل لنا التاريخ الحديث والقديم وقائع الاستغلال السياسي للدعارة كواحدة من ادوات الضغط على الاعداء والاصدقاء والشركاء حتى ، واجبارهم على القيام بمهام لا يمكن ان تتم من غير ضغط وفضائح … وقد اطلق على هذه الطريقة اسماء مختلفة فتارة اسمها الكونترول كما في عمل المخابرات المصرية ، والابتزاز كما حصل في اميركا والخليج والشرق الاوسط، والعراق واحدا من الدول التي تعرض سياسيوها للابتزاز وكثيرا ما نسمع عن اسماء تم استغلالها نتيجة سقوطها في فخ العاهرات وبنات الليل ، واللاتي اطلق عليهم مسميات عدة فتارة فاشنيستا واخرى بلوكر واعلامية وغيرها من المسميات. الا ان اللقب الجامع لهن جميعا هو بنات الليل او بائعات الهوى ، انتجت السينما المصرية فلما في ثمانينيات القرن الماضي كان من بطولة نبيلة عبيد ويوسف شاهين وصلاح قابيل بعنوان الراقصة والسياسي حاولت السينما المصرية من خلاله تجميل صورة الراقصة على حساب السياسي بأنها تقيم مشاريع خيرية وترعى الايتام وتساعد الفقراء وما عملها كراقصة الا جهاد وكفاح ، وهو ما ينطبق بالصورة والصوت والفعل على ما يحصل في العراق اليوم لذا نرى جميعا ان أي عاهرة تفضح او تقتل يخرج العشرات في مواقع التواصل لمديحها والترويج لها بعنوان الشهيدة والمجاهدة وكأنها من رجال السواتر . والغريب في الامر نفس العنوان في الراقصة والسياسي اراه هنا فتلك تريد بناء دارا للايتام وهذه يدعي مورجيها ومتابعيها انها كانت تعيل الايتام والفقراء والغريب انها تخرج من الحضيض لتكون سيدة المجتمع التي يشار لها بالبنان، وتكون مثالا يحاول البعض ان يسوقه حتى تقتدي به غيرها ، لقد تعرضت العديد من الممثلات المصريات للضغط في سبيل الخوض في هذا الطريق رفض البعض وقبل البعض الاخر، حيث يذكر احد ضباط المخابرات المصرية والمسؤول عن الملف او ما ييسمى بالكنترول انه تم استخدام عدد كبير من الفنانين المصرين ومن كلا الجنسين سواء بالشذوذ او الدعارة للحصول على معلومات واستغلال رجال السياسة والدبلوماسيين هناك ، ولا اعلم هل سنشهد بعد نصف قرن من الان انتاجا فنيا يضم اسماء المشاهير او من يتصدرن مواقع التواصل في فضائح للعلن والملاحظ انه في فلم الراقصة والسياسي كانت نهاية نبيلة عبيد شبيه بنهاية العاهرات هنا قتلا بالرصاص فلا تفرح من تمتلك ال جي كلا س او الرانج روفر والبيت الفخم بأنها ستكون محصنة فنبيلة عبيد مثالا لكن ومن لم تتعض فالتراجع ما حصل لمثيلاتها هنا وليعلمن ان السياسي جدار آيل للسقوط في أي لحظة وان سقط فستكون فاشنستته هي اول الضحايا.

محمد الساعدي

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق