بريطانيا تراقب العراق وأردوغان // فاحذري ياكويت وعمّان !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :-السياسيون العراقيون معزولون عن الواقع وعن العالم .وعملهم كله منصب على تسويق انفسهم وبقاءهم في السلطة مهما كانت التنازلات . اما العمل لأجل الوطن والشعب فهو غير موجود في أجنداتهم على الإطلاق . ولهذا معظمهم اغبياء بما يدور في المطابخ الدولية التي تضع السياسات للعالم و للمنطقة والعراق…. ومثال على غباءهم هو الاصرار على وضع بيضهم في السلتين الإيرانية والتركية المثقوبتين اصلا اضافة للسلة القطرية !
ثانيا:-فبريطانيا تقدمت على أمريكا في العراق ومنطقة الخليج منذ اكثر من سنتين ونشرت قواتها على شواطىء اليمن وفي القاعدة البحرية شمال الكويت ونشر قواتها سرا في المزارع الكويتية وانتشرت اخيرا في البحر الاحمر وبحر العرب .. والاهم هي تراقب السياستين التركية والإيرانية في العراق لانها تنظر للعراق تركة بريطانية . وغير غائبة عن الدور القطري في العراق والذي مهد لزيارة السوداني لواشنطن ومهد لزيارة الرئيس التركي اردوغان اخيرا نحو العراق وعينه على ما يسمى ( بمشروع التنمية ) والذي هو نفس المشروع القطري التركي العربي الذي احرقوا سوريا من اجله من اجل مد انبوب الغاز القطري عبر سوريا ثم نحو مياه المتوسط وبيعه على اوربا بنصف سعر لضرب الاقتصاد الروسي .. وبريطانيا تراقب النوايا التركية بدعم قطري في العراق لتأسيس فرع ( تنظيم الاخوان المسلمين الدولي في العراق) ليكون بديلا عن مشروع الاخوان في مصر والانطلاق بتحالف طائفي مع الشيعة !
ثالثا : وبريطانيا غير غائبة عن مشروع تركيا وقطر في العراق والذي اشرنا اليه أعلاه والذي خدعتا الشيعة وبغداد من اجله بتوقيع عشرات الاتفاقيات بين تركبا وبغداد برعاية قطرية ( وعلى نفس خداعها لدمشق والقيادة السورية عندما وقعت تركيا على اتفاقيات استراتيجية مع دمشق وكذلك دولة قطر وبعد فترة غدرتا بدمشق بدعم الحرب الكونية والحرب الأرهابية ضد سوريا عام ٢٠١١ ) ….ولا ننسى ان تركيا وقطر لديهما مخطط خطير في العراق خصوصا بعد وصول ممولي وانصار الدواعش إلى بغداد وصاروا في مصادر القرار وفي الوزارات والأجهزة الامنية وفي هيئات الاستثمار ويمولون مخطط ( الفاشينستات) لتسقيط القيادات الامنية والعسكرية والشرطية الوطنية والشريفة واصطياد الساسة والنواب وأبقاهم في الفخ !
رابعا : دولة قطر وتركيا لديهما مخطط خطير بعد العراق وتحقيق ( مرحلة التمكين الداعشية في بغداد ) وهو دعم تثوير الاخوان المسلمين في الأردن والكويت لتغيير الحكم في هاتين الدولتين انطلاقا من العراق . وهذا كله شروع بحرب خطيرة ضد بريطانيا ومصالحها التاريخية في العراق والأردن والكويت وصولا لباب المندب . وان بريطانيا لن تسكت خصوصا وهي تعلم بالدور الإيراني الشريك في هذا المخطط في العراق بدليل ان حلفاء ايران في العراق دعموا زيارة اردوغان الأخيرة ، ودعموا مراحل تأسيس البيت السني بقيادة الاخوان اي بقيادة تركيا وقطر !
خامسا : وإلحاقا بما تقدم فان فرحة الساسة العراقيين بأردوغان مثل الرجل السبعيني عندما يتناول قرص الفياغرا( سعادة وقتية ويتراجف) .. وأردوغان نفسه يعلم ان بريطانيا لن تسمح له العبث بالعراق ولكنه يحاول خداع بغداد مثلما خدع دمشق فينقض على بغداد بتحالف اخواني بعثي سلفي ويفرض أمر واقع مثلما فعل طرابلس ليبيا !
#سادسا : فالرد البريطاني في الطريق ونتيجة لما تقدم انتظروا ملامح ( الربيع التركي ) وانتظروا الانهيارات السياسية والاقتصادية التي سوف تحدث في تركيا ( هذا ابو ناجي ياعم وليس الاميركي الغبي! ) فتركيا عبثت بعش الدبابير هي ودولة قطر هذه المرة ( وان قطر ستعاقب بقوة من اسرائيل المتحاملة عليها جدا ) اما تركيا فباتت خصم لبريطانيا . والإيرانيين الذين يمارسون لعبة النفاق السياسي سوف يضطرون فئ اخر المطاف لبيع جميع حلفائهم في العراق وربما حتى في المنطقة . فهناك شيعة وحلفاء لايران اصبحوا اخيرا مع دولة قطر وتركيا بدعم ايراني سري لخلط الأوراق. ولكن هذه المرة لم يبق وقت ( انتهت اللعبة ) والحلاق الإسرائيلي بدأ بالحلاقة ضد الاهداف الموالية لايران في العراق وسوف لن تتوقف اسرائيل !
سمير عبيد
٢٣ نيسان ٢٠٢٤