المقالات

موقعنا في مؤشر الابتكار العالمي

بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..

يوفر مؤشر الابتكار العالمي قائمة سنوية تتضمن الترتيب العام لنشاطات الإبداع والابتكار لأكثر من 132 دولة حول العالم، وذلك باستخدام أكثر من 80 مقياساً رصيناً في التقييم. .
يطلقون على هذا المؤشر: (Global Innovation Index) ويختصرونه بهذه الأحرف (GII). .
اللافت للنظر ان معظم البلدان العربية جاءت عام 2023 بعيدة عن المراكز الخمسين الأولى، باستثناء دولة الإمارات العربية المتحدة التي جاءت في المركز 32، بينما جاء ترتيب كل من المملكة العربية السعودية في المركز 48، ودولة قطر في المركز 50. ثم جاء ترتيب الكويت في المركز 64، ومملكة البحرين في المركز 67، وسلطنة عمان في المركز 69، والمملكة المغربية في المركز 70، تليها الاردن في المركز 71، ثم تونس في المركز 79، وجمهورية مصر العربية في المركز 86، ثم لبنان في المركز 92، واخيرا الجزائر في المركز 119. واختفت سوريا والعراق وليبيا والسودان والصومال واليمن من الترتيب العام. .
اما بخصوص المراكز الأولى في صدارة القائمة الدولية فقد احتفظت سويسرا للعام الثالث عشر على التوالي بمركزها الأول باعتبارها الأكثر ابتكاراً، تليها السويد، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وسنغافورة. وحافظت الدنمارك وجمهورية كوريا على مكانتيهما بين البلدان العشرة الأولى. وتحسنت فرنسا بمرتبة واحدة، وظلت اليابان قوية في المركز الثالث عشر بين البلدان الأكثر ابتكارا. وعادت إسرائيل إلى المركز الرابع عشر. وعززت تايلاند وفيتنام موقعهما بين أفضل 50 دولة، مع صعود إندونيسيا بسرعة نحو أعلى 60 دولة. وتمثل هذه البلدان إلى جانب الصين والهند والفلبين وتركيا وفيتنام اقتصادات متوسطة الدخل. ونجحت إيران الواقعة تحت الحصار في تحسين مؤشر الابتكار العالمي الخاص بها وجاء ترتيبها في المركز 62. .
يعد هذا المؤشر مقياساً لأداء الاقتصادات العالمية وانعكاسا لقدرتها على الابتكار، من خلال معايير معتمدة لقياس عمل المؤسسات، وتطوير رأس المال البشري، ودعم الأبحاث العلمية والبنى التحتية، وإنشاء المعرفة ونشرها، بالإضافة إلى النواتج الإبداعية المنتجة. وبالتالي فانك عندما تكتشف ان بلدك يقع خارج المعايير الدولية، وخارج الترتيب العالمي. عندئذٍ يحق لك ان تبكي وتذرف الدموع على بلدك، الذي شهدت المنظمات كلها على تخلفه وتراجعه وتقهقره إلى الوراء. فالدولة التي تتحكم بها قوى المحاصصة، وتتقاذفها التيارات السياسية المتنافرة، ويدير مؤسساتها انصاف المتعلمين، لن تقوم لها قائمة، ولن تجد لها مكانة مرموقة بين البلدان المتهافتة على إحراز قصب السبق في المضمار العالمي. .

د. كمال فتاح حيدر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق