المقالات

لواحيك .. لواحيك

بقلم فراس الغضبان الحمداني ..
في الدراسة الإبتدائية حين كنا نطالع قصة ذلك الملك المخدوع الذي نصب عليه شلة من اللصوص وإبتزوا منه كميات كبيرة من الذهب بحجة إنهم ينسجون له ثوباً لا يراه إلا المخلصين ، وبالنتيجة خرج الملك إلى الناس عارياً بكل عوراته وهرب اللصوص بالذهب وبكرامة الملك المخدوع ..! .

لاحوك جمعها لواحيك شعاراتهم :

حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب

هالباب على هالخرابة

عصفور كفل زرزور واثنينهم طيارة

إدهدر الجدر ولكه قبغه

الشين التعرفة أحسن من الزين إلما تعرفه

المبلل ما يخاف من المطر

إسمه بالحصاد ومنجله مكسور

رزق البزازين عالمعثرات

درب الجلب عالكصاب

تموت الدجاجة وعينها عالزبالة

ظاهرة (اللواحيك) إنتشرت بعد سقوط النظام مثل إنتشار النار في الهشيم بسبب ( الفوضى الخلاقة ) التي جلبها الإحتلال والتي عمت كل مفاصل الدولة وبرزت في هذه المرحلة شخصيات ما أنزل بها الله من سلطان فهي لا تمتلك من كل معارف الحياة سوى النصب والإحتيال وشاءت الصدف وبمساعدة المقربين منهم والذي وجدوا موطئ قدم في هذا التغيير ( الديمقراطي ) وتم حشرهم ليمارسوا إعمالاً ليس من إختصاصهم .

وهنا ( مربط الفرس ) فحتى تكتمل اللعبة لابد من وجود ( لواحيك ) يكونون بالقرب من هؤلاء يتمتعون بمزايا تتوافق مع عملهم كذيول وعليهم أن يطبقون كل ما يملوه عليهم أسيادهم وأن يتصفون بالذلة والخنوع والمهانة والمراوغة والغدر ويتعاملون مع الآخرين كما يقول المثل الشعبي الشهير ( يراويك حنطة ويبعيلك شعير ) ، ويتظاهرون بالورع ولكنهم يمارسون كل معاصي الحياة .

إن ( اللواحيك ) يعرفون جيداً إن أسيادهم لا يملكون من المؤهلات أن يكونوا أسياداً ولكن لأن ( اللواحيك ) يمتازون بالفهلوة والمكر ويستغلون عقليات هؤلاء السذج وينسجون لهم الأساطير كما نسجها اللصوص للملك الذي ذكرناه في بداية مقالنا ، وكذلك يقومون بزرع المخاوف من خلال الكذب والنفاق وتأويل الأمور ، ويمجدون أنفسهم وكيف إنهم مطلوبين للجميع بإمتيازات تفوق ما يحصلون عليها من أسيادهم ، ويمتازون بإستغلال الأزمات التي تمر على رؤسائهم ليستمروا بحلبهم من جديد ، إن ظروف الحياة وسيكولوجية ( اللواحيك ) جعلتهم يتعايشون متطوعين لهذا الواقع المزري بسبب نشأتهم وتربيتهم البائسة وكذلك بسبب شحة الخام والطعام .

إن هذه الظاهرة كما يقول عنها أحد علماء النفس إنها نتيجة لما يشعرون من حالة جبن وإخصاء بحكم طول سنوات بؤسهم وربما قد تعرضوا في طفولتهم لضغوط نفسية وتصرفات سادية .

ونختمها بالمثل المعروف ( إذا كان بيتك من زجاج فلا ترجم الناس بحجر ) وسلاماً .
Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق