الدين في قول الحّق وإظهار الحقيقة ..
بقلم : أياد السماوي …
لا شّك أنّ صاحبي الذي كتب لي قائلا ( لقد ركبت مركبا صعبا فاستعد لأموجا كالجبال ) كان على حق , ولكن في الوقت نفسه أنّ من يؤمن أنّ الدين والأمانة والصدق هي في قول الحّق وإظهار الحقيقة , فهو بالتأكيد لا يخاف ولا يهاب ركوب الأمواج العاتية .. ولست غافلا أو جاهلا أنّ قول الحّق ثقيل جدا وأنّ التّمسك بقول الحقيقة في ظل هذا الانحدار الأخلاقي والقيمي الذي وصل إليه مجتمعنا , هو أمر صعب للغاية على كثير من الناس , وأنّ السير في هذا الطريق سيجعلني ممقوتا ومكروها عند الآخرين .. لكنّ من يؤمن أنّ مراجعة الحّق خير من مجاراة الباطل , لا خوف عليه من آراجيف المرجفين .. فالنس في طبيعتهم يكرهون كلمة الحّق ويعاندون قائلها لأنّها تصطدم مع أهوائهم ورغباتهم , وغالبا ما يلجأون إلى سبّ قائلها وشتمه وتقريعه واتهامه باتهامات باطلة لا دليل عليها , هكذا هي الحقيقة مرّة دائما وأغلب الناس لا يرغب بسماعها , لأنّها تكشف عيوبهم وسوء أعمالهم التي اعتادوا عليها في السّر والعلن ..
كان من المفترض أن نستمر في كتابة الأجزاء المتبقية من مقالنا الموسوم ( إبعدوا العتبات المقدّسة عن الشبهات ) , ولكّننا أرجئنا تكملة الأجزاء المتبقيّة من المقال لبعض الوقت ليس بسبب نقص بما نمتلكه من أدّلة دامغة لا غبار عليها , بل لأنّنا ننتظر جوابا مهمّا من جهة مهمّة هي بالنسبة لنا مقدّسة ولا نخرج عن طاعتها في كلّ الأحوال , وقولها بالنسبة لنا هو القول الفصل .. وكما قلناها سابقا نعيدها على مسامع الجميع مرّة أخرى أنّنا حين ننتقد أو نكتب عن خلل في عمل أيّ من إدارات العتبات المقدّسة لا نعني بذلك الانتقاص من قدسيّة ومنزلة هذه العتبات في نفوس المسلمين عامّة والشيعة الأثني عشرية خاصّة , أو نريد لا سامح الله غمز خانة المرجعية الدينية العليا التي تشرف دينيا على هذه العتبات .. بل لإبعاد هذه العتبات عن أي شبهة للفساد , لأنّ القائمين على إدارات هذه العتبات ليسوا معصومين أو منزّهين من الوقوع في الفساد ..
أياد السماوي
في 02 / 06 / 2022