رسالة عاجلة لنواب البصرة الكرام: اختاورا المنقذ وزيراً للنفط !

اضطررت الى توجيه رسالتي العاجلة هذه للسادة نواب البصرة الذين عرف مجلس النواب مواقفهم المساندة للعراق ككل في ازماته؛ مطالباً اياهم بالوقوف هذه المرة كالعادة مع العراق من خلال اختيار شخصية خبيرة في المجال النفطي، بعد أن أصابني الهلع والخيبة، وانا أطالع قائمة المرشحين التي تزيد على ١٥ مرشحاً،، بعضهم لا يثير إلا الدهشة من الجهة التي رشحت مثل هذه الأسماء التي لاتمتلك المؤهلات الكافية لإدارة قسم في شركة نفطية، وليس إدارة موقع وزير نفط العراق.
إن نواب البصرة الذين اثبتوا بشكل شجاع بصريتهم من خلال الموقف الصلد في أن يكون وزير النفط حصراً من أهل البصرة، مطالبون اليوم ان لا يمنحوا هذه الحقيبة لشخص لا يستحقها، ولمرشح غير بصري لا يعرف معنى وقدرة البصرة في تأثيرها على الاقتصاد الوطني بل والعالمي.
أنا ومن معي في (العراق اليوم) نشاطركم الهم الذي تحملونه لكننا نريد منكم ان تقدموا المصلحة العليا على المصالح الذاتية والفئوية والحزبية؛ فمن خلال قراءة اسماء وسير هؤلاء المرشحين يتبين لنا أن القائمة ضمت الغث والسمين، بل إن البعض لا تنطبق عليه إلا مواصفات الموقع الذي يشغله حاليا، أو أدنى من الموقع نفسه، فكيف يمكن أن يرفع لدرجة وزير نفط العراق، وفي مثل هذه الفترة الصعبة من التاريخ الوطني.
بل الأدهى والأمر ان احدم عليه ٣٧ ملف فساد أو اكثر كما يذاع ويقال، فهل عقم الرحم النفطي في البصرة عن الدفع بشخصية ذات مواصفات خاصة لإدارة هذه الوزارة الحيوية والمهمة.
لا أنكر ابدا ان القائمة ضمت بعض الأسماء التي لا تزيد عن اسمين أو ثلاثة ممن اثبتت مسيرتهم المهنية الطويلة، قدرتهم على الادارة، وتشي سيرتهم بقدرات وعقلية ناضجة، وتجربة عركتها السنون الطوال في إدارة القطاع النفطي، حيث نقرأ في سيرهم خبرة جمعية في مجالات الاستخراج والإدارة والتفاوض والتسويق والتوزيع والإستكشاف، فضلاً عن علاقات وطنية وإقليمية ودولية ناضجة، وايضا جذر بصري راسخ، وهم وطني حقيقي، لذا اطمأن قلبي حين طالعت مثل هذه السيرة، وقلت لنفسي اننا الان في مرحلة اختبار لمهنية نواب البصرة، ولو جرت الامور وفق معايير مهنية واعتمدت الكفاءة والمهنية فلن يقع الخيار على غير هذه الشخصية، لكني متوجس من التدخلات والتداخلات غير المهنية التي قد تعيد انتاج الفشل في ظرف دقيق وحساس كالظرف الذي تعيشه الدولة العراقية الان وهي التي تسلمت خزائن مفلسة، وقد تعجز عن دفع رواتب موظفيها فضلاً عن التزاماتها الأخرى لتسيير شؤون البلاد.
فهل يحتمل الوضع الحالي خيار خاطئ آخر يا نواب البصرة الذين حملكم الكاظمي مسؤولية وطنية حين تعهد لكم بان حقيبة النفط لن يحملها غير وزير بصري صميمي من هذا القطاع وعارف بشؤونه، وهل سنكون مطمئنين لخياركم في ترشيح شخصية بمواصفات وكفاءات يتطلبها الوضع العراقي، قادرة على إنهاء الفشل والتخبط والفساد، ومراجعة القرارات الصادرة التي تسببت بأزمات وكوارث كان اخرها قرار تخفيض حصة الإنتاج النفطي في أوبك الذين ضاعف مشاكل العراق وعمق من المشكلة.
هي رسالة اخوية ووطنية لتؤدوا الأمانة وتدفعوا برجل انقاذ لإدارة وزارة النفط والا فإن الوضع لا يحتمل المزيد من الخراب والرهانات على خيارات خاطئة، وقد تكونوا انتم سبب ذلك الخراب لا سمح الله.