تفاحة
يقولون: قد لانستطيع أن نفعل اشياء عظيمة، ولكننا نمتلك فرصة القيام بأشياء صغيرة بطريقة عظيمة، وتكون نتيجة ذلك عظيمة أيضا.
معظم الناس يطمحون لعمل كبير في حياتهم تتغير معه طريقة عيشهم، وقدرتهم على التأثير وصناعة الأحداث، وقد لايكون ذلك متاحا في اغلب الأحيان، فيلجأون الى طرق ملتوية وسيئة، وتتسبب بمشاكل لآخرين، ثم يتحول الأمر الى الفوضى والتخريب بعد أن بدأ كخطوة أولى نحو تحسين الأوضاع لأن المهم هو صدق النوايا، وليس الطموحات الشريرة التي تستولي على نفوس وعقول الناس في هذا الزمن الحافل بالمساويء والتجاوزات والمظالم والإحتيالات والسرقة والفساد الذي يضرب الأرض، والمتصل بسلوك الناس والحكومات والمصانع، وكلها أفعال بشرية أخلاقية وعملية تنتج المزيد من المشاكل والتحديات التي يصعب تلافيها بمرور الوقت، وتكون سببا في خلق المزيد من التوترات.
الأشياء التي نظنها عظيمة قد لاتكون هي السبب في نجاتنا من العواقب، وهناك أشياء صغيرة يمكن ان تكون نتائجها عظيمة برغم عدم الإهتمام بها من قبلنا، وحين نظنها مجرد تفاهات لاقيمة لها على الإطلاق، ثم ننساها، ولانعود نتذكر منها شيئا.
كان أحد العلماء يسير في السوق، وقد أهداه أحدهم تفاحة حمراء جميلة، وكان يضعها في يده، وفي الأثناء مرت إمرأة تحمل طفلها على كتفها وقد تعلقت عيناه بتلك التفاحة، وحين رأى العالم حال ذلك الطفل لحق بالمرأة وناوله التفاحة ومضى سعيدا بماصنع.
كان ذلك العالم مؤلفا للعديد من الكتب العلمية، وقد رأى في منامه إنه في محشر القيامة، وأمر به الى النار، وتساءل عن كمية الكتب والعلوم التي ابدع فيها، لكن الملائكة أبلغوه بعدم نفعها له، ثم جاء الأمر بمسامحته، ومكافاته على التفاحة، وليس على الكتب.. وربما تكون النية الخالصة هي السبب.. يمكن أن تنتج الكثير لنفسك، ولاينفعك في الآخرة، ولكنك حين تسعد إنسانا بعمل ما فإن ذلك هو مايصنع التغيير الحقيقي.