المقالات

المرأة العراقية و …… كورونا

 في العام 1909 أقيم  اول إحتفال بيوم      المرأة في الولايات المتحدة ، ثم احتفلت   المرأة الروسية بيومها الوطني في العام   1917  ،  وفي العام 1975خصصت الأمم   المتحدة الثامن من آذار من كل عام يوماً    عالمياً للمرأة ، ليحتفل العالم بالكائن الذي جعل الله الجنة تحتاقدامها. ودأبت الدول   الاحتفال بهذا اليوم باعتباره محطة ثقافة عالمية  لتمكين المرأة منحقوقها  وإلغاء   التمييز بينها وبين الرجل، ودفع المظالم   التي لحقت بها من مختلفالثقافات     والعادات . 

 ومن اجل ذلك تقيم الأمم المتحدة سنوياً    مؤتمراً واحتفالاً على المستوى العالمي   وتطلق فيه  مبادرة لدعم المرأة، إلا ان هذا   العام كان مختلفاً عن الأعوام التي خلت،  فقد هزم فايروس كرونا كل المبادرات واهم.   المناسبات  ، فقد الغي الاحتفال المخصص لزيادة فرصالنساء باكتساب مهارات    الذكاء الاصطناعي. 

 والسبب لم يكن الاجتماع فحسب بل عادة تقبيل النساء خوفاً من انتقال الفايروس  وانتشاره . 

لقد كان فايروس كورونا خصماً شرساً جعل الهلع في كل مكان وهزم دولاً وأوقف    السياحة والصناعة و شعائر الدين      وصلوات الجمعة وعضات الأحد ، وصلاة السبت وكل تجمعبشري. 

 لقد حقق هذا الفايروس اللعين المساواة بين الجنسين فقد هزم الرجل كما هزم المرأة      وأدخل الانسانية في رعب  من التواصل.  والمصافحة وحتى اللقاءات ، وكادت شوارع المدن التي تعج بالحركة والحياة  ان تكون خالية وموحشة .

 ففي اهم عواصم العالم تلقى الموظفون    تعليمات بالعمل من بيوتهم وعدم.   الاختلاط  أوقفت المدارس  والجامعات.   ولم يكن العراق بدعاً من الدول فقد  ألغيت  التظاهرات والتجمعات بيوم المرأة ولكن……  !!!!! لم تلغى عزيمة المرأة العراقية في    الوقوف الىجانب الرجل ، فقد تواجدت.   في ساحات التظاهر 

وتواصلت تظاهراتها واحتجاجاتها ضد   الظلم ، ورفض الفساد. 

 لم يكن كورونا قادراً على هزيمة المرأة    العراقية، كما لم يكن قادراً ان يفت من   عضداصحاب الحق .

 لقد خصصت الأمم المتحدة الاحتفال في   هذا العام بيوم المرأة بموضوعة الذكاءالاصطناعي ، لكن المرأة العراقية خصصته لمحاربة الفاسدين والوقوف بوجه السياسيين .

  لقد اثبتت المرأة العراقية على طول  مسيرتها انها الأكثر قوة وعزيمة واصرار  على ان تكون عنصراً فاعلاً ومهماً في بناء الوطن ، وها هي اليوم تؤكد هذه العزيمة  من خلال.  وقوفها القوي من اجل الحقوق جميعها،   حقوق الرجل والطفل وحقوقها معاً . 

 لقد ايقنت ان كورونا السياسة لا يمكن.   محاربته في الجلوس في البيوت او     الاستسلام للهزيمة من خلال أخذ  الحيطة والحذر وغسل اليدين ، وإنما ادركت ان    عليها مواجهة الفايروس  بكل اسلحتها. 

 لذا خرجت مع اولادها وإخوتها وزوجها.   لتكتب تأريخاً جديداً للمرأة العراقية ،   يضاف لتاريخ نساء وادي الرافدين فهي   تكمل مسيرة جداتها أنانا و عشتاروشبعاد وانخيدو أنا  اول شاعرة في التاريخ     وغيرهن ، هذه المسيرة التي  بدأت قبل    8000 ق.م  حيناكتشفت المرأة العراقية     الزراعة في شمال وادي الرافدين،    وأصبحت زعيمة المجتمعالفلاحي    لاعتقادهم بأن في جسدها قوة خارقة    تجعلها تنجب وتزرع.

وظهرت أول الآلهة وهي “الإلهة الأم” التي   ترمز للخصوبة، وكانت صورتها توضع فيالحقول تبركاً.

 قادت المرأة العراقية  المجتمع والجانب   الديني معاً.

ولم تتوقف مسيرة المرأة الرافدينية     وتواصلت  بنزيهة الدليمي وزها حديد وصبيحة الشيخ داوود ومريم نرمه وأخريات صنعن تاريخ المرأة  العراقية الحديث وما زالت  . 

 ورغم مرور كثير من الكوارث الا ان إرادة.   الحياة والحب هما العاملان الأكثر قوة.   في حياةالمرأة العراقية، كان وما يزال.    وسيبقى .    

علاء الخطيب

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق