المقالات

تكليف الكاظمي وما على الجميع من واجبات…

بقلم : جمال الطالقاني


لا يخفى على احد ان عملية التناحر بين الاطراف السياسية المشاركة (( الاخوة الاعداء )) وبالذات هنا اقصد الاحزاب والاطراف الشيعية تحديدا ..!
الكاظمي هو رئيس وزراء العراق منذ اكثر من اربعة شهور او هكذا يفترض ان يكون .. منذ ان تم ترشيح اسمه مع مجموعة من المرشحين كان من ابرزهم .. لاعتبارات عدة منها سجله النظيف وأستقلاله وعدم انتمائه لاي حزب بالاضافة الى عدم اتهامه بأي ملف فساد وهذا يعتبر من اهم الشروط التي يفترض ان تكون متوفرة بالمكلف بتشكيل الحكومة المرتقبة .. !!
ان عملية تكليفه تمت وفق خطوات دستورية لا تستحق الانتقاد من قبل هذا الطرف أو ذاك .. فالديمقراطية هكذا تكون وبهذه الفصول إن عقمت التوافقات على مرشح معين والمتابع لعملية التكليف الثلاث وما رافقها من مناكفات وتقاطعات بين الكتل السياسية مابين مؤيد للشخصية الاولى التي تم تكليفها وهنا اقصد السيد (علاوي) وخطوته بالاعتذار قبيل انتهاء مدة تكليفه بساعات لاسباب عديدة تتمحور في مسألة عدم التوافق على شخصه بسبب رفضه جماهيريا وكذلك عدم حسن أدارته لملف مشاوراته مع الاطراف السياسية المشاركة وتجاهلها بشكل استبدادي بعيد عن الدبلوماسية التي يفترض أن تغلف تحركاته ومشاوراته مع الشركاء ..!!
على اثر ما حدث تم تقديم اعتذاره او لنسميه ما شأنا على اثر عدم الحضور البرلماني واكتمال النصاب .. وعلى اثرها عاد سيناريو اختيار البديل من قبل رئيس الجمهورية وترشيحات الاطراف السياسية الشيعية تحديدا التي تعتبر المنصب من حصتها .. وما بين التي واللتيا .. وما تمخض من عدم التوافق بشكل جمعي على الاختيار .. تم تكليف السيد عدنان الزرفي على اثر ترشيح اسمه من قبل عدد من النواب حضروا معه لمكتب رئيس الجمهورية قبل انتهاء فترة الخمسة عشر يوما كي لا يخترق الدستور ومدده الدستورية التي تفنن الجميع بأختراقه بطرق واساليب شتى …!!!
نعود لعملية تكليف الزرفي وما رافقها من اعتراضات عديدة وصل بعضها للتهديد والوعيد من قبل اغلب الاطراف الشيعية متهمين رئيس الجمهورية مصادرته لاستحقاقهم ومشاورته معهم على اختياره وبالطريقة التي اعتبروها غير دستورية بحيث وصل الامر من خلال تصريحاتهم بالتوقيع لسحب الثقة من رئيس الجمهورية لاخلاله بصلاحياته الدستورية .. قابلها تعنت الزرفي من خلال تمسكه بالتكليف وأكمال مشاوراته بأختيار كابينته الحكومية متجاهلا النداءات والتصريحات المطالبة بالتنحي والاعتذار مبكرا لانها مضيعة للوقت نتيجة اصرار المكون الشيعي او اغلبه على عدم تمرير كابينته الوزارية حيث رافق ذلك تأييد المكون الكردي الذي يحاول بشكل او اخر عدم ايجاد شرخ بعلاقاته مع حلفاء الامس واليوم من الكتل الشيعية ..!! اضف لذلك تصريحات السيد الزرفي الاستفزازية السابقة والتي تعلقت بفصائل المقاومة المسلحة المتناغمة مع الامريكان وتصعيدهم …ونتيجة ما تم ذكره تم الاتفاق على اعادت ترشيح السيد مصطفى الكاظمي رغم ان من رشحه اليوم كان من اشد المعترضين على ترشيحه في بادىء الامر ..!!!
ولتيقن السيد الزرفي ان الطريق مغلق امامه بالمطلق وان عملية تعنته سيؤدي لمواقف وصراعات كارثية لاسامح الله لو اصر على المضي بالتكليف بل سيؤدي ذلك الى عملية سحب الثقة من رئيس الجمهورية وبنتيجتها سيعوووووم البلد بالخروقات والفراغات الدستورية .. !!
وعلى اثرها انتفض رؤساء الكتل وكثفوا اتصالاتهم وتوافقهم على اختيار البديل القديم الجديد للسيد عادل عبد المهدي حيث ان الكاظمي كان من الاسماء المطروحة لرئاسة الوزراء قبل اختيار عبد المهدي وحكومته ..!! وعلى اثر الاجماع على اختياره من قبل المكون الشيعي شاطرهم في ذلك الاختيار تأييد اغلب الاطراف الرئيسية المشاركة في العملية السياسية كأتحاد القوى السنية والكردية … عندها تمت عملية نصح وتراجع السيد الزرفي بالاعتذار كي يتم تكليف الكاظمي وفق معايير دستورية شهدها الجميع اليوم ..
اعود بعد تلك المقدمة السردية لما جرى بعد تقديم حكومة عادل عبد المهدي وما رافقها من سيناريوهات معقدة الى ما بعد عملية التكليف وماعليها من استحقاقات يجب ان تكون …
وعلينا جميعا دعم استحقاقات المكلف بأستقلالية حرة لاختيار كابينته الوزارية من الشخصيات الكفوءة كي نمضي بالعراق بالطريق الصح لاننا نواجه احلك الظروف واكثرها قساوة على مستوى الفرد العراقي وعلى الاطراف السياسية ترك المماطلة واللف والدوران والفرض والهرولة وراء المصالح الشخصية والجهوية والحزبية كي يأخذ العراق مكانه الصحيح المستحق عربيا واقليميا ودوليا من خلال حكومة قويه تنفذ ما مطلوب منها ..!!
عجبي من الذين يتصيدون بالماء العكر عبر اتهامات للرجل لا تشبع ولا تغني عن جوع وهي بمجملها لا ترتقي لحجم المسؤولية التي كلف بها ولنترك لقوادم الايام ما سيفعله ولنلتف جميعا حوله داعمين ومساندين كي يكمل اختيار كابينته الحكومية في هذا الظرف الصعب صحيا واقتصاديا وامنيا … !!!
علينا ان لاننسى ان فايروس كورونا يحاصر دول العالم اجمع ومنها العراق بالاضافة الى انهيار اسعار النفط وبمؤامرة دول لا نريد ان نسميها ولا هي مقصدنا هنا .. حيث يعتبر النفط هو عصبنا وموردنا الاقتصادي الوحيد والاهم …اضف الى ذلك التناحر والسجال الحاصل بين هلوسة امريكا وأستهدافها لفصائل الحشد الشعبي التي حمت العراق وحررت اراضيه وقدمت الدماء الزكية والطاهرة لخيرة ابطالها .. بالاضافة الى ملفات عديدة منها ملف التحضير للانتخابات ومعالجة الوضع الاقتصادي للبلد من خلال ايجاد موارد بديله للنفط كذلك حسم ملف النازحين والى غيره من ملفات يفترض تفعيلها ومن اهمها ملف الفساد المستشري بدوائر الدولة ومؤسساتها … !!
علينا ان نتوحد بدعم الرجل ونعطيه الفرصة ولنرى ماسيفعله غير متناسين ما يمر به بلدنا وشعبنا المدمر والمبتلى …!!!
ولنا وقفة اخرى …

جمال الطالقاني

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
FacebookTwitterYoutube
إغلاق