معقبون ام مشرِّعون؟
بقلم الكاتب … حسن جمعة
احترقت وجوهكم كما احترقت بعض مناطق العراق بلهيب الارهاب واسوَّدت كما اسوَّدت قدورنا من عدم توفر الوقود في فصل الشتاء.. فاستعملنا سعف النخيل كي نطبخ غداءنا فكيف بـ(50) لترا لعائلة لشهر؟ ..هل نعمل لها جدولا كجدول ساعات تجهيز الكهرباء وتظهر علامات البرد على وجوه اطفالنا ام اننا نستعمل حقنة لنتعامل بـ(السيسيات) لتغذية نار المدفأة النفطية التي باتت بطنها اكثر خواء من بطوننا وهل نفطنا ليس لنا فما ارخصه حينما تصدرونه وتحرمون منه الشعب في ايام الشتاء!!.. فمن وضع هذه الكمية يحتقر نفسه ويمقتها ويمقت كل من حوله فهو لا يحتاج البطاقة الوقودية بكل تأكيد ولا ينتظر تسلسل ارقامها الشهرية؛ لأنه يأخذ ما يريد ويريد اهله وسابع جار من دون بطاقات ويعطي للنواب والنائبات الذين لم يتركوا دائرة الا ودنسوا ارضها بأقدامهم حتى اصبحوا ينافسون معقبي الدوائر بالمراجعات ؟.. فالذي يتردد على دوائر ووزارات الدولة يسمى بالمعقب والمعقب دوما ما تكون نواياه غير سليمة وبها دجل وكذب وكذلك بعض النواب الذين يتأبطون آلاف الفايلات منها للتعيين واخرى للمشاريع ومنها لموظفين لنقلهم لاماكن اكثر “دسومة” مقابل رزم ابشع من “دسومة” المواقع فعجيب امر نوابنا فهل هم من اصحاب السبع صنايع والبخت يانع!!.. وفوق هذا نجدهم اصبحوا من الوجوه التي تكدر مساءاتنا بالشاشات حتى احترقوا كاحترام الهشيم بالسنة النار وكما قال طارق حرب بان الظهور الاعلامي المستمر للنواب وكثرة تصريحاتهم حول الموازنة والحالة الاقتصادية والأمنية والسياسية.. أدى الى حرق السوق والفوضى الاقتصادية وشعور المواطن بالفزع والخوف من المستقبل والحاضر، وان هناك ظاهرة ينفرد العراق بها وهي كثرة ظهوركم في الاعلام وخاصة الفضائيات، وهذه صفة اتصفتم بها ولم يشارككم فيها نواب الدول المجاورة كإيران والكويت والاردن وغير المجاورة كأميركا وبريطانيا.. وكثرة تصريحاتكم حول الموازنة والنفط والحالة الاقتصادية أدت الى حرق السوق والفوضى الاقتصادية وشعور المواطن بالفزع والخوف من المستقبل والحاضر.. لم نشاهد نوابا في الاعلام الايراني الا نادراً وهذا حق مقرر للنواب في الكويت والاردن وتركيا واميركا وبريطانيا وغيرها من الدول ولم يفعل نواب هذه الدول ما يحصل من كثرة ظهور نوابنا في الاعلام.. كما انكم لستم بفاعلية نظرائكم فكفاكم من القفز هنا وهناك واجعلوا لنفسكم هيبة!